نحتفل بحلول سنة جديدة ميلادية ،و في قلوبنا حسرة و ألم و حيرة !

أقبل العام الجديد و نحن كما هو الحال نتوجع نتألم من ضعفنا و أكثر

ونحن مازلنا كما نحن من جرح ينزف إلى جرح تعفن و الحال كما هو لا حياة لمن تنادي.....

فلسطين قضية العرب الأولى تُفتقد فيها أبسط حقوق الإنسان وأتفه الشروط للحياة الآدمية الكريمة و القدس الشريف يضيع من بين أيدينا ...

في كل ساعة إن لم يكن أقل ترتفع أعداد القتلى وترتفع نسبة الألم والقهر والذل في النفوس العربية العاجزة عن القيام بشيء يذكر فهل يكون العام الجديد 2016 عام سلام و أمن و عاما أكثر إنسانية ورحمة من العام الذي سبقه ؟؟

هو نفس السؤال الذي طرحته في الأعوام السابقة ، و لا شئ تغير أو سيتغير أو حتى ينبئ بالتغير... 

فعلى المستوى العربي على الأقل هل من الممكن أن نتوحد ونتفق في هذه السنة الجديدة و هل ينتهي الارهاب في العراق و ليبيا وسوريا وكل بلداننا العربية و حتى في البلدان الغربية ....

 هل نفكر في امتنا العربية و في  فلسطين  الجريحة ! 

في أي سنة جديدة سنستيقظ من سباتنا ؟ 

في كل سنة نتطلع لما هو افضل و لكن احلامنا و طموحاتنا لا تتحقق و ياللأسف ! 

هل نحطم الحواجز و نقف وقفة رجل واحد على الأقدام أم سنظل نركع خانعين للغرب ؟ 

هل نرضى بالخنوع و المذلة و نصمت أم نفتح أفواهنا و نرفع سواعدنا و نعمل من أجل مستقبل باهر و نودع نهائيا المذلة و نحرر أوطاننا و نعيش كالإنسان كالآدمي ؟

هذه أسئلة تخامر أذهان المواطن العربي و تبحث عن أجوبة.... في كل سنة جديدة تحل علينا... 

 هل نجد حلاً لسوق الأسهم الذي أكل الأخضر واليابس ودمر مستقبل شباب وانهارت مع انهياره أحلام وبيوت وأسر....

في العام الجديد.. هل تتغير مناهجنا التدريسية المتأخرة التي أستحي أن يقرأها الغريب ؟؟ 

هل تتطور مستشفياتنا و تتحسن معاملاتنا ؟؟  هل تتقدم الجامعات التي أكل عليها الدهر وشرب ؟؟  هل تخرج المشاريع من أدراج المكاتب في أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية وتتحول إلى حقيقة رسموها على الورق ونشروها في الصحف ولكن لم نرها حتى الآن على أرض الواقع ؟؟  هل نتخلص من الروتين العقيم والبيروقراطية في الأجهزة الحكومية والتصاق بعض المسؤولين بكراسيهم حتى الممات ؟؟  هل يجد آلاف الشباب العربي اللاهثون بملفاتهم وظائف تأويهم من الشارع والضياع والانحراف و حتى التشرد ؟؟  هل تتطور المطارات وخدمات الخطوط الجوية ، وينتهي قلقنا من احتمال تأخر مواعيد الإقلاع والهبوط و الحوادث ؟؟  في العام الجديد ... هل يتروى البعض قبل أن يطلق أحكاماً على الآخرين من خلال مظهرهم وأرصدتهم في البنوك ؟؟ هل نتخلص من الحسد والحقد و البغض الذي انتشر بشراسة في مجتمعنا العربي فقلل من قيمة التجارب المتفردة الناجحة، وحرمنا العفوية والبساطة ؟ 

هل نتخلص من الفضائيات التي تبث الفساد والانحراف وتعزز العصبية القبلية ؟؟ 

هل نرفض التعصب الرياضي الذي يفرقنا من حيث لا نشعر؟؟

  هل نوجد الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية في كل حي و مدينة حتى نستثمر طاقات الشباب المهدرة في الأسواق والشوارع والعلاقات المشبوهة و المقاهي و قاعات الملاهي وتعاطي المخدرات و انتشار الفساد ...؟

هل نثق بأنفسنا و نعول على ذاتنا، فماذا ينقصنا و عالمنا العربي عنده بترول و ثروات طبيعية و موارد بشرية ، فلماذا  نعيش تحت رحمة الأجنبي ؟

هل نرتقي بفكرنا وبأخلاقنا.. و هل نخصص ساعة لمطالعة كتاب أو قراءة جريدة هل من حقنا إبداء رأي ما و هل نقدر أن نعبر عن آرائنا بكل حرية و بدون أي قيد أو شرط و بدون أن تتم مراقبتنا ؟

هل نكون مسلمين بأفعالنا وتعاملنا أم أن الإسلام لم يعد يهمنا و هو ديننا الحنيف ؟ ؟ 

هل نفكر في قضايانا الرئيسية و نتحد لايجاد حل لها ؟ 

هل  نستطيع ان نسد ابواب الشر الذي يهدد حياتنا  وهل نتغلب على ظاهرة الارهاب الذي لا دين له و الذي لا يمكن ان يخيفنا ؟  

أسئلة كثيرة تطرح وأجوبة كثيرة تفتقد و تبحث عن أجوبة في العام الجديد 2016 و  لأننا عرب  فممنوع  علينا  أن نسأل و ممنوع علينا أن نجيب و ممنوع علينا أن نكتب و ممنوع علينا أن نتكلم و ممنوع علينا ابداء رأي و ممنوع علينا كل شئ.....

وأعتقد أن هناك من سأل نفسه يوما ولكنه لم يجد جواب ....

 ولم يبحث عنه ولن يساهم في صنعه....

لأن ممنوع طرح أي سؤال و ممنوع البحث عن أي جواب و إلا فالمصير سيكون غامضا... 

قضايانا ومشاكلنا كثيرة و كبيرة و خطيرة وتتفاوت في قيمتها وأهميتها لدى كل شخص ولكن تبقى أول خطوات حل المشكلة طرحها...

  ويبقى التفكير والنقد والتساؤل ظاهرة صحية تؤكد أننا موجودون ومؤثرون ،لكننا مقيدون نعم بل مكبلون....

على العموم هو عام جديد سيحتفل به بالأمل و بالتفاؤل و الكل طريقته في الاحتفال ، أما نحن العرب فنحتفل بحلول سنة جديدة ميلادية و في قلوبنا حسرة و الم و حيرة و كل عام و أنتم بألف خير.

وسوم: العدد 648