لا يتوبون ولا يفكرون في توبة!!

يقول مولانا وسيدنا الشيخ محمد الغزالي في كتابه (نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم):

"من عجائب سيرة نوح أنه ظل تسعة قرون ونصف يدعو قومه، وهم لا يستجيبون! إن هذا الزمان الطويل يتسع لإزدهار دول وإنهيارها، ونضاره مبادئ وذبولها، بيد أن قوم نوح ظلوا على ضلالهم لا يتوبون ولا يفكرون في توبة! إن الرجل الوثيق العزم الواسع الحلم عاد إلى ربه يشكو سوء اللقاء وعناد الفكر" ص 480.

ويسأل مولانا : هل للكفر شبه عقلية تجعل إنساناً ما يعبد حجراً ويذر عبادة رب العالمين؟ ص 480 أيضاً ، ويستطرد قائلاً :

لقد راقبت مسالك كفار ، فوجدت العلل النفسية لا الفكرية هي التي تغرى بالجحود، وتصرف الناس عن ربهم العظيم! وكيف تفسر سلوك أمرئ يرفض التدين ويبطن الولاء لبشر تافه؟ ص 480

إن غباء الكفر عجيب وليس أعجب منه إلا كبرياؤه وصلفه!

كنت أنظر إليه وهو يتحدث عبر فضائية الملاحدة فلاحظت الكبرياء والصلف فعلاً وجمود الملامح والإجابات النهائية وكأنه يملك الكون بما فيه ومن فيه! وبتصرف بسيط نتابع مع الشيخ نجد أن الكبرياء والصلف من صفات الملاحدة، سمعت لبعض كلامه والمستمع الجهول يجلس إليه وكأن على رأسه الطير إنها جراءة الجهال!!

سبحان الله العلى العظيم.

إن الكفر على مر الأيام يتحول إلى تقاليد معوجة ، وإلى جيل من الناس "لم يزده ماله إلا خساراً " نوح : (21) نعم أصبحت الأسر تقول للمصلحين "وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ" سبأ : (35) والأخطر من هذا البلاء أن يضن الكفار على المؤمنين بحق الحياة والاستقرار " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا" إبراهيم : (13)

إن طبيعة الضلال لا تلزم طوراً واحداً والمؤمنون في هذا العصر يعالجون الدواهي من الإلحاد والإحراج والفتنة! ويأتي مولانا محمد الغزالي على رأس كوكبة هائلة من كبار كتاب الأمة الإسلامية قاطبة، فمن منا لم يشحن قلمه من فيض فكرة؟! ومن منا لا يعود إلى كتبه ليبحث ويقرأ ويتأمل الرجل الذي صنعته العقيدة مولانا محمد الغزالي؟ رحمه الله رحمة واسعة.

ومن كلماته رضى الله عنه:

"أن أفجر الملاحدة هم ملاحدة العرب" والواقع يصدق كلمته، فها نحن نراهم يمرحون في كل بلاد الإسلام شرقاً وغرباً لا يتوبون ولا يفكرون في توبة!! ولا نقول لهم إلا ما قاله رب العزة " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " الكهف : (29)

وكل ما يحظره الإسلام هو تهوين العقيدة في نفوس الناس والدعوة إلى الزندقة والإلحاد وهو ما نراه حالياً على بعض الفضائيات، وعليه يجب أن تتولى الجهات المعنية بالأمر رصد مثل هذه الدعاوى والتصدي لها بالقوة والحزم لأنها لا علاقة لها بحرية الرأي وإنما هي حرية الفساد والإفساد والتضليل والإضلال وصدق القائل:

(يقاد للسجن من سب الزعيم / ومن سب الإله فالناس أحرار) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وسوم: العدد649