هبي فلناتين يا محمد القيق
لا تكفي كل الكلمات والمفردات لوصف مدى حب وتعاطف وتفاعل المخلصين في كل مكان في العالم مع قضيتك يا محمد وأنت ترسم للأحرار طريقا للحرية وتخط بجوعك نهجا ومنهاجا للأحرار .
كما لا يمكن لي أن أصف مدى حزن وألم ذات المخلصين على حالك وأنت تصارع الموت من على سريرك بالكاد تكاد تخرج الكلمات وبالكاد تستطيع أن توصل الرسالة وتكتفي بالقليل من الحديث الذي ترك في قلوبنا ألم وغصة وحزن .
مَن الضعيف ومَن القوي ، مَن المريض ومَن المعافى ؟ هذا أمر فيه نظر ، فمن الناحية المعنوية أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أننا ضعفاء لم نستطع أن نجعل من قضيتك قضية شعب ووطن ولم نستطع أن ننصرك وننتصر لما تدافع عنه بينما جمهور العشاق من محتفلي (الفلنتاين ) أكثر من مناصريك .
مَن الضعيف ومَن القوي هذا أمر لا يختلف عليه عاقلان ، فالمقيد الذي خضع لتحقيق قاسي وأضرب عن الطعام وقاتل بدون سلاح وبدون عتاد ، القوي الذي قرر أن يواجه لوحده ويتحدى الطغيان بينما الضعيف الذي خشي السجن ولم يكتب عنك كلمه حتى لا توجه له تهمة كتهمتك (التحريض) .. الضعيف من لم يخرج في مسيرات التضامن معك رغم عشرات الرسائل التي وصلته من زملائك الصحفيين.. الضعيف من جلس يبرر أن الوقت غير مناسب وأن المعركة غير متكافئة الضعيف.. هو الذي يأكل ويشرب ويجلس يُقيّم بطولات الآخرين .
في الفلنتاين يا سيدي محمد تمتلئ محلات البلد باللون الأحمر ويختلف الناس على هذه المناسبة بين منتقد محرم لها وبين مدافع عنها متفاعلا معها ويكثر الهرج والمرج حول المناسبة وهو أمر اعتدنا عليه في كل عام ولكنك أنت وحدك تجلس في هذا اليوم مضربا عن الطعام حولك بعض المخلصين من أبناء شعبنا بالداخل تلفك معية الله .
82 يوما هي مدة إضرابك حتى ساعة كتابة هذه الكلمات تنثر علينا الحب ، حبا ليس (كالفلنتاين) حبا صادقا، حب فلسطيني عشق بلده ودافع عن ثورة شعبه وصرخ بصوته من أجل قضاياه العادله .
هبي فلنتاين يا محمد ، ولتعلم يا صديقي أن أعداء الانتصارات أكثر بكثير من محبي الانتصارات ، هم كذلك كانوا وقت حرب غزة الأخيرة يشككون بكل شي ويقللون من قيمة كل تقدم ويغضبون لأي انتصار ، فمن اعتاد على الهزيمة لا يحب أن يرى منتصرا .
هبي فلنتاين يا محمد بغض النظر عن النتيجة التي قد نحصل عليها فقد انتصرت بعد أن أضربت كل هذه الأيام بدون مدعمات ترفض النقاش حول قضيتك وتصر على انتزاع حريتك وتسجيل اسمك في سفر المنتصرين ، لقد حاولت وما زلت والنتائج على الله .
هبي فلنتاين يا محمد ، وأود أن أخبرك أن لك زملاء صحفيين وزملاء درسوا معك في جامعتك لم يغمض لهم جفن وهم يعملون من أجلك يبكون عليك باليوم ألف مرة أغضبوا الفصائل منهم ولم يبالوا وأغضبوا القيادات ولم يهتموا , جل اهتمامهم وعملهم منصب على نصرتك وتنظيم الوقفات التضامنية معك واجراء المقابلات مع القيادات لحثهم على التحرك لأجلك يعرفون الصادق من الكاذب .
لقد أعنلت انتصارك مرات ومرات لانك انتصرت وقلت لهم لا تهم النتيجة المهم أن صمد وصبر وتحمل كل هذه المدة لأجل الدفاع عن حق عام ومحاربة قانون اسرائيلي فأنت لا تحارب من أجل نفسك بكل تخوض معركة نيابة عن الكل .
ثمانون يوما ويزيد ، والف دعاية واشاعة لفت صمودك كان منها ما يجعل أنفاسنا تتوقف خوفا عليك ومن ثم نقول الحمد لله أنه بخير ، في كل يوم نخشى أن يأتينا خبر استشهادك ونتمنى أن يبزغ فجرك ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا .
لك أيها الصامد المرابط المجاهد المقاتل على سريرك كل الحب ولمن وقف ويقف معك كل التقدير ولمن يجلس بجوار سريريك من أهل الداخل كل التقدير ولمن خذلك عليه من الله ما يستحق فهو الخاسر لأنه لم يحظى بشرف نصرتك ، ولزوجتك وأهلك كل التقدير فقد كانوا خير المدافعين ولك الحرية يا فارس الحرية .
وسوم: العدد 655