أثر الفراشة
أثر الفراشة ... مصطلح شاع في النظريات الفيزيائية الحديثة، وهو مصطلح مجازي، ورد في سياق نظرية الفوضى ( chaos) مفاده أن النتائج الأخيرة للحدث تتوقف على الظروف الأولى التي انطلق منها، وخلاصته أن الفروق الصغيرة التي تتدخل في بدء الحدث قد ينتج عنها في نهاية المطاف فروقات كبيرة، غير متوقعة، وبتعبير آخر فإن مفهوم " أثر الفراشة" يعبر عن التأثيرات المتبادلة التي تنجم عن حدث أول قد يكون بسيطاً لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والأحداث يفوق حجمها حدث البداية بشكل غير متوقع، وبما لا يقاس، وفى أماكن غير متوقعة، فإن رفرفة جناح فراشة في الصين قد تنتج عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن من العالم، ويفسر لنا هذا المفهوم بعض الأحداث الكبيرة التي نشهدها اليوم في سياق " الربيع العربي" ولاسيما منه " الربيع السوري" الذي بدأ بحدث بسيط، بدا لنا في حينه حدثاً عابراً هو خروج أطفال صغار من درعا ينادون بإسقاط النظام الدكتاتوري الذي يتزعمه "بشار الأسد" فقد ظننا في حينه أنه مجرد لعبة أطفال بريئة لن تلبث أن تنتهي ببراءة كما بدأت، غير أن الحدث تابع سيره في اتجاه لم يتوقعه أحد ، وكما ينجم عن رفة الفراشة في الصين دماراً في أمريكا، فكذلك سببت كلمات الصغار البسطاء تياراً هادراً غيّر وجه المنطقة كلها كما نراها اليوم، بعد خمس سنوات من رفة أولئك الأطفال البريئين، وما يزال أثر الفراشة ( أو بالأصح أثر الأطفال) يتعاظم حتى جعلنا اليوم على شفير حرب عالمية لن تغير وجه منطقتنا وحدها، وإنما ستغير وجه العالم، ووجه هذا القرن، سياسياً وجغرافياً، في إثبات عملي جديد لنظرية أثر الفراشة، ما يدعونا إلى أن نكون أبعد نظراً في تعاملنا مع الأحداث الراهنة، وأن نجهز أنفسنا جيداً لأثر الفراشة القادم (!!!؟؟)
وسوم: العدد 655