قوانينُ السلمِ والحربِ
وردتنا تعليقات عديدة حول رسالة:(وهل يحتاج الإسلام لإصلاح ..؟)ومع تنوع مضامين هذه التعليقات إلا أنها تتفق بمنحاها الذي لا يخرج عما عبر عنه تعليق الأخ الفاضل الشيخ هشام صالحية سلمه الله تعالى ونصه:"جزاكم الله خيرا سيدي...ولو تكرمتم:رب قائل...وكيف نطبق هذه البنود السبعة - وهي محقة وناجعة - على العلاقة مع الكيان المحتل لفلسطين ؟ونظرتهم لهذا الكيان غير نظرتنا..وأهل هذا الكيان أنفسهم لا يوافقون على هذه البنود أو القواعد السبعة..ودمتم سالمين)وبعدعرضها على معالي البروفيسور الدكتور حامد الرفاعي أجاب سلمه الله تعالى بما يلي:
أشكر وأقدر لجميع الأخوة الأفاضل كريمَ تواصلِهم وتفاعلهم المقدر مع موضوع الرسالة..أماعن تساؤلاتهم المُحقة والمُقدرة بشأن:كيف نطبق هذه القيم والمبادئ الربانية السامية الخالدة مع حالات المشهد العالمي الذي يموج بالمظالم وبأبشع صور البغي والعدوان..وعلى الأخص مع حالة البغي والعدوان التي يقترفها الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين..وما يمارسه من أشد وأقذرأنواع الظلم والبغي والوحشية بحق أبناء فلسطين ..؟فباختصار شديد يناسب المقام أقول:أن الإسلام شرَّع قوانين وقواعد للسلم وجعلها أصل العلاقة الدائمة بين الناس أفراداً ومجتمعات..وشرَّع قوانين وقواعد للحرب وهي استثنائية ومكروهة تزول بزوال مبرراتها وهي البغي والعدوان..وما جاء في الرسالة بشأن بناء ثقافة الحب..فهذه القيم هي من قوانين وقواعد ومبادئ السلم التي شرّعها الله تعالى لتكون أصلاً للعلاقة والتعامل بين الناس..أما حالة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وما يماثله..فهو حالة بغي وعدوان من حيث أصل وجوده..وحالة توحش في البغي والعدوانية غير مسبوقة في التاريخ البشري من حيث ممارساته..والتي أصبحت أنموذجاً قبيحاً يُطور ويُغذى بكل وسائل تكنولوجيا الحقد والكراهية والعدوانية..كما هي الحال لجارية اليوم في سورية..فهذه الحالات وغيرها لا تشملها قيم الحب والمودة التي تحدثت عنها الرسالة بحال من الأحوال..إلا حالة زوالها وزوال ممارساتها لقوله تعالى:"فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ"والله أعلم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.
وسوم: العدد 656