محمد احمد عاشور ... أديباً وناقضا ً

المقال و النقد فنون أدبية إبداعية برز فيها حسن الزيات و الرافعي  و المنفلوطي من قبل و الآن قد كسب الأدب فى مصر من الهندسة أديبين أصيلين هما الشاعر المهندس / على محمود طه  و الناقد المهندس / محمد احمد عاشور وهو أديب لان الأدب لا يقتصر على الشعر و القصة والمسرح ، و انما النقد ايضا عمل ابداعي .. و يتفق الاديبان المهندسان فى الاصالة حيث عبر كلاً منهما بطريقته عن العروبة و الاسلام ، و لكنهما يختلفان فى بيئة كل منهما فقد ظهر على محمود طه فى زمن العملاقة من الادباء .. زمن الرومانسية الجميل .. بينما ظهر محمد احمد عاشور فى زمن الاقزام الردئ زمن العلمانيين و الشيوعيين الذين شوهوا الأدب العربي وافسدوا الذوق الشعري وحاولوا هدم الدين و اللغة العربية لغه القرآن و ذلك بدعوتهم الى العامية كبديل للفصحى ، و دعوتهم للشعر الحر ثم قصيدة النثر التى جففوا فيها بحور الشعر وخنقوا الخليل بن احمد ودقوا آخر مسمار فى نعش الشعر العربي بعد ان كان له جمهور كبير فى عهد شوقي وحافظ ففقد الآن جمهوره بفضلهم ، كما روج هؤلاء العلمانيون و الشيعيون للغموض      و الالغاز والتعقيد باسم الحداثة وسائر الدعوات الهدامه .. وهللو لشلتهم من الشعارير وانصاف الادباء ونشروا كتبهم وتقاسموا معهم جوائز الدولة من اموال الشعب المسلم دافع الضرائب نظير ما كتبوه من فرهات وتطاول على الله ورسوله وسب دينه وساعدهم فى ذلك سيطرتهم على الاعلام و الثقافة منذ اتاح لهم عبد الناصر ذلك بامر من خروشوف في الستينيات ... وهكذا عاش كاتبنا محمد احمد عاشور في هذه البيئة الثقافية الموبوئة بالطاعون القادم من الغرب طاعون التغريب و التغييب والتخريب ، ومن هنا نفهم دور كاتبنا في محاربة ذلك الطاعون دفاعا عن قيم العروبة والاسلام و لذلك تجاهلوه ولم ينل ما يستحق من التقدير لانه يسبح ضد التيار تيار الوجودية و العلمانية و الشيوعية  و الحداثة و الدنياوية ، و المصيبة ان اصحاب هذه المذاهب الهدامه  قصروا الادب و النشر والجوائز على شلتهم من اشباهمم و طردوا المخالفين لهم من دائرة الادب وردموا عليهم  بتراب الصمت والتجاهل حتى ماتوا كمدا ومنهم عبد الحميد جودا الصحاح ومحمد عبد الحليم عبدالله والرافعي والمنفلوطي وعلى احمد باكثير و محمد فريد وجدى و ادباء الاصالة ادباء العروبه والاسلام ولذلك هب كاتبنا محمد احمد عاشور ليرفع التراب عنهم ويخرجهم من تحت الانقاض و يعيد لهم ما يستحقونه من تقدير فكتب ناقدنا الكبير سلسة من المقالات عن جيل الرافعي والزيات و المنفلوطي وشوقي و هيكل و المازني  وعلى الجارم و العقاد  و هاجم الشعراء الذين تطاولوا على الله ورسوله ودينه وذلك في مقالاته في عدة صحف آخرها اللواء الاسلامي ويتميز كاتبنا بالثقافة الموسوعية وسعة اطلاعه على الادب العالمي و العربي قديما وحديثا ومن هنا توفرت بمقالاته اوثق المصادر وادق المراجع و نجد مقالاته ايضا تتميز بجمال العرض و منطقيته ويتميز اسلوبه بالدقه والرقه و البساطه و طبع السخرية والدعابه والفكاهه ، مثلما نجد في مقابلته بين شارع الراقصه هياتم وحارة الدكتور  جمال حمدان ، وكم فيك يا مصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء .

خلاصة القول بان كاتبنا المهندس محمد احمد عاشور كاتب قدير وناقد يستحق الدراسة والتقدير .

وسوم: العدد 657