الإنصات وأثرة في بناء الذات

د. هايل عبد المولى طشطوش

 أصبحت مهارات الاتصال والتواصل اليوم مادة أكاديمية وتربوية تدرس في المدارس والجامعات وتعطى للأفراد والجماعات على شكل دورات تدريبية وأصبحت متطلبا من متطلبات التوظيف والتعيين ، بل باتت ضرورة من ضرورات الحياة العصرية، وهي على قسمين ، فكما على المرء أن يتقن فنون الحديث ومهارات الإلقاء والتحدث ، علية أن يتقن فنون الإنصات والاستماع، فالاستماع ثقافة وفن ، فلقد بات من العسير اليوم أن ينجح المرء في عملة او يستمر به دون يتقن فنون ومهارات الاتصال والتواصل؛ حيث أصبحت من ضرورات ومتطلبات القيام بالأعمال وتحقيق النتائج المرضية في محيط العمل وعلى الصعيد الاجتماعي .

من ابرز مهارات الاتصال والتواصل التي على المرء أن يتقنها هي مهارة الإنصات، إن إغراق المرء بالإنصات لمن يتحدث يدل على الإدراك العميق والتحليل الدقيق وبناء الإجابة على قواعد راسخة ، فكلما استمعت أكثر كلما كان لديك القدرة على الرد بشكل دقيق ومحكم أكثر ، كثرة الإنصات وقلة الكلام شعار المبدعين والحكماء، ودليل الذكاء ومنارة الأذكياء لان كثرة الكلام توقع المرء في سقطات ربما كان هو بغنى عنها، وتكثر زلاته وهفواته، كما أن كثرة الإنصات تساعد على بناء الحكم الدقيق العادل على الأشياء.

إنها مهارة هامة من مهارات تطوير النفس الإنسانية والتي تساعد على توكيد ذات المرء وتمنحه الثقة والرزانة والهيبة والوقار، كما تمكن من السيطرة على المشاعر وضبطها.

إنها أداة من أدوات تطوير الموارد البشرية في أي مؤسسة أو منظمة أعمال؛ لذا على القادة في هذه المنظمات أن يساعدوا الموارد البشرية لديهم على إتقان هذا الفن والتدرب علية لان ذلك في النهاية يصب في مصلحة اعمالهم وينعكس بشكل ايجابي على الأداء مما يساهم في تطوير الأعمال وزيادة الإنتاج.

وسوم: العدد 659