ارتفاع ظاهرة الاعتقاد بالمؤامرات
برلين /22/03/2016/ نوقشت من خلال ندوة حول السياسة الدولية دعت اليها جامعة مدينة بوتسدام يوم امس الاثنين 21 آذار /مارس نظرية المؤامرة . فالاعتقاد بان المانيا واوروبا والشرق الاوسط تتعرض لمؤمرات دولية واقليمية اصبحت وكأنها حقيقة دامغة وخاصة لدى الطبقة الوسطى بالمجتمع الالماني هذه الطبقة التي تعتبر طبقة مثقة سياسيا واجتماعيا وقوية اقتصاديا . فقد وصلت نسبة الجزم بوجود مؤامرات تحاك ضد المانيا واوروبا من خلال استطلاع لمعهد العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بوتسدام الى 56 بالمائة بينما وصلت نسبة ما تتعرض له منطقة الشرق الاوسط من مؤامرات الى 71 بالمائة بينما اشارت نسبة وصلت الى 39 بالمائة بأن الجزم بوجود مؤامرة ضد المانيا واوروبا خيالي ونسبة ذلك الى منطقة الشرق الاوسط 25 بالمائة .
ويرى خبير شئون السياسة الاجتماعية ميشائيل بوتر ان ازدياد ظاهرة المؤامرة سيؤدي الى فقدان الثقة بالسياسة الدولية باكثر من ذي قبل الامر الذي يعني ازدياد ظاهرة العنف والفوضى وبالتالي ارتفاع ظاهرة ادعاءات كذب الصحافة التي يؤكد عليها الحزب البديل لالمانيا وعناصر ما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية لحماية الغرب من الاسلام / فتكذيب أخبار وآراء الصحافة يؤدي الى فقدان الثقة بعمل الحكومات الاوروبية يساهم ذلك الى وقوع اوروبا بفوض العنف وعدم الاستقرار الامني .
خبيرة الشرق الاوسط من المعهد الاوروبي للسياسة الدولية فراوكيه جاوب أكدت وجود مؤامرات وليست مؤامرة واحدة تحاك ضد دول منطقة الشرق الاوسط فالشعب السوري بجميع أطيافه انتفض على نظام سوريا من اجل الحرية والكرامة تطورت هذه الانتفاضة وكانها اصبحت حرب اهلية وذلك بفضل اولئك الذين تقاعسوا بدء الامر عن نصرة الشعب السوري الامر الذي ساهم بتدخل فارسي وروسي في ذلك البلد واصبح الحديث عن قيام دويلات في سوريا واضحة تماما محذرة من تفتيت منطقة الشرق الاوسط برمتها الى دويلات متعددة اذا تفتت سوريا فالحديث عن تتمة اتفاقيات سايكس بيكو اصبح حديث الساعة على كل شفة من مواطني منطقة الشرق الاوسط برمته بما فيها دول الخليج العربي .
نظرية المؤامرات اصبحت حقيقة فالمؤامرة على الاسلام لا تكمن بتحريض حرب ضده بشكل مباشر بل تأتي من قبل المؤامرات على الحركات الاسلامية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر كبرى الحركات الاسلامية في العالم وأنضجها فكرا واكثرها دراية بتاريخ الانسانية ، فما ان نجح جبهة الخلاص الاسلامي في الجزائر بانتخابات عام 1990 بانتخابات نزيهة اشرف الاوروبيون عليها الا وانقلب الجيش باليوم التالي من نتائج الانتخابات اسفر عن مقتل ما لا يقل عن مائي الف انسان ظلما وما ان نجحت حركة المقاوضة الاسلامية / حماس / بالانتخابات في فلسطين وتحت اشراف الاوروبيين الا وانقلب الاوروبيون عليها ومارسوا سياسة تمييز بين الاسلاميين وغير الاسلاميين بالحكومة الوطنية التي ساهمت السعودية بقيامها عام 2006 بعد المصالحة التي رعتها السعودية ادى هذا التمييز الى انقسام وعزل قطاع غزة ومحاصرته وحربين تعرض القطاع له بمؤازرة عربية للكيان الصهيوني ضد غزة وكذلك الحال في مصر الذي انقلب العسكر على رئيس شرعي منتخب مباشرة من المصريين . كل ذلك ناجم عن خوف من الاسلام والمؤامرة عليه وها هي تضع بعض الدول العربية الاخوان المسلمين في لائحة الارهاب علما ان اكثر علماء المسلمين وخاصة في السعودية اجمعوا تسامح ووسطية دعوتهم ومن يعتقد بان السعودية تلاحق الاخوان فهو مخطئ يؤيد بذلك نظرية المؤامرة.
هل حقا ان تدفق اللاجئين على اوروبا بشكل مخيف مؤامرة ؟ فقد ذهب استطلاع الجامعة المذكورة الى ان 84 بالمائة يعتقدون ذلك بينما رفضت نسبة وصلت الى 10 بالمائة هذه النظرية . وتعتقد زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئايته رودولف ان ليس مؤامرة على اوروبا بل مؤامرة على حقوق الانسان بالعالم اجمع ، فتقاعس المجتمع الدولي لانهاء ماساة شعبي سوريا والعراق ووضع حد لارتفاع ظاهرة الفقر والجوع في افريقيا وغيرها مؤامرة . فتدفق الكثير من السوريين بشكل مخيف على اوروبا منذ صيف عام 2015 الماضي استجابة لمؤامرة نفذها بشار اسد تكمن بافراغ الارض من سكانها الاصليين وإسكان الغرباء بها .
وسوم: العدد 660