التفكير الإبداعي وبناء الذات
قد يظن البعض أن الإبداع والتفكير المبدع المنتج الناضج هو حكر على فئة معينة دون أخرى ، وقد سادت هذه الأفكار المغلوطة ردحا طويلا من الزمن حتى بات كثير من الناس يركن إلى غيرة عندما يريد صناعة وبناء فكرة أو يبتدع عملا نافعا ناضجا...!!.
ولكن مع تطور العلوم والمعارف وانفتاح عقول البشر على الحياة أكثر فأكثر أصبح موضوع الإبداع والابتكار يطرح نفسه بقوة على موائد الإدارات والمراكز التعليمة بمختلف مستوياتها ليستخلص نظرية مفادها أن الإبداع ليس موهبة يولد بها المرء وإنما هو مهارة يمكن تعلمها بسهولة.
لا شك أن العملية الإبداعية هي عملية تراكمية معتمدة على غيرها من أفكار المبدعين والمنظرين ولكنها في ذات الوقت تعتمد على الأفكار الخلاقة التي يجود بها العقل البشري شريطة أن لا يركن المرء إلى تعطيل تفكيره والاعتماد على غيرة في الحصول على فكرة جديدة.
على القادة المربين أن يسعوا إلى بناء وغرس مفهوم الإبداع والتفكير الخلاق في أذهان من هم تحت مسؤوليتهم من خلال تعليمهم أسلوب التحليل واستخدام الأساليب غير التقليدية في التفكير.
إن البعد عن النمطية والروتين هو أداه مهمة لبناء الفكرة الخلاقة المبدعة وبالتالي صناعة الابتكار ، وقد تنبهت منظمات الأعمال والقيادات الإدارية في المؤسسات المختلفة إلى هذا الجانب فبدأت بتنبيه وتوعية موظفيها إلى ذلك من خلال تدريبهم على عدة أدوات وأساليب للتفكير الإبداعي، مثل: توقع الأشياء غير المتوقعة والبحث عن الفكرة الجديدة في غير أماكنها المُعتادة؛ وكذلك تغيير العادات وكذا الابتعاد عن الأمور الثانوية والبحث عن البدائل لحل المعضلة وتحدي الصعاب، وتعويدهم على حب الاستطلاع وتوسيع دائرة الخيال والابتعاد عن كل ما يكدر صفاء الذهن، واختيار الزمان والمكان لطرح الفكرة، واستخدام أسلوب التجربة والخطاء والصواب، والتحفيز والثناء، وتقليل المعاتبة والمحاسبة....الخ حيث أن كل ما ذكر هو أدوات وطرائق تساهم في بناء التفكير الإبداعي الخلاق... بدأ كثير من المعنيين بعلوم الإدارة استخدامها.
وأخيرا يجب أن نعلم أن الإبداع ليس مرتبط بتحصيل علمي وشهادة معينة حيث نرى كثير من التجارب على مر الزمان أبدعت وصنعت كثير من المنجزات التي خدمت البشرية دون أن تدخل المدرسة أو تحصل على شهادة معينة.
وسوم: العدد 661