مطاردة شاعر
قبل فترة ليست بالطويلة تم مهاجمة الفنان محمد سباعة من قبل دواعش فلسطين، رغم أنه لم يمس المحرمات بالمطلق، لكن (حماة العرين) وجدوا فرصة للانقضاض عليه هو مشغول/ مهموم بقضايا الوطن والمواطن، واليوم يتم الهجوم على الشاعر "فراس حج محمد" مشرف اللغة العربية في منطقة جنوب نابلس.
المبرر لما لحق بالشاعر المتمرد، أنه قام بنشر مقال على صفحته في الفيس بوك يتغزل فيه بالمرأة، فما كان من بعض الدواعش إلا أن وجهوا له تهمة الزندقة والدعوة للإباحية الجنسية، وهم بهذا يؤكدون تخلف الواقع العربي ـ الرسمي والشعبي ـ الذي يعمل على ترسيخ مفهوم المحرمات الثلاث، الجنس، والدين، والسياسة، فلكل من يقترب من هذا التابو فلعنة الله والشعب والأمة والنظام عليه، وعليه أن يعلن توبته على الملأ.
لا أدري إن كنا نعيش في القرن الواحد والعشرين، أم في العصور الوسطى، عصر الظلام والتخلف والفقر؟ أؤكد بأننا نعيش في زمن الخرافة والجهل، وإلا ما الداعي لما لحق بالشاعر من أذية، إن كانت نفسية أم مادية.
لست مدافعا عن "فراس حج محمد" فهو شاعر، ويمكن للطلاب أن يستفيدوا كثيرا منه ليس كمشرف تربوي للغة العربية وحسب، بل كمبدع، وكشاعر وكناقد، فمثل هذه الفرص ـ وجود مبدع وشاعر في سلك التعليم ـ لا تتكرر لطلابنا، من هنا ندعو كل من مس بالشاعر ـ معنويا أو وظيفيا ـ أن يعتذر للشاعر ويتقدموا منه، فقد أضلوا الطريق، وإلا على فلسطين السلام، ليس لأنها أذنبت بحق الشاعر، بل لأنها ستكون فاتحة للهجوم على بقية المبدعين في هذا الوطن، الذي أصبح مرتعاً للفساد والمفسدين، الذين لا يجدون من يصدهم، فعسى أن نوقف المهازل التي يتعرض لها المبدعون في الوطن فلسطين.
وسوم: العدد 661