ألف يوم يا سيدي

د. أحمد عبد العزيز

سيدي الرئيس ..

ها قد كسرت حاجز اﻷلف يوم ..

ألف يوم في اﻷسر، تعرضت خلالها للتشويه الممنهج، ومحاولات بائسة يائسة لكسر إرادتك؛ ﻷنك أردت النهوض بهذا الوطن، وليس ﻷنك تآمرت عليه ..

ألف يوم من الصمود، والثبات، ورباطة الجأش ..

ألف يوم وأنت تعلمنا - سيدي - بوقفتك، ومشيتك، وإيماءتك، وابتسامتك، وإشارة يدك، وكلامك على ندرته ..

ألف يوم من الهجر القسري للدنيا، والخلوة مع الله، واﻷنس به، والحديث إليه ..

وكما كسرت - سيدي - حاجز اﻷلف يوم، فقد كسرته مصر معك ..

مصر التي غير خائنوك اسمها - في غيابك القسري -  فأصبح (ماسر) !!

وأصبحت اﻷم المثالية فيها راقصة !!

وجف نيلها ..

وبارت أرضها ..

وجاري معالجة مياه مجاريها، لتروي ظمأ أهلها .. 

ألف يوم انحطت فيها مصر على أيدي خاطفيك، فأمست - بين اﻷمم - مثلا للتخلف، والفساد المقنن، وتسييس العدالة،  وغياب اﻷمن، وانتهاك الحريات، وإزهاق اﻷرواح بغير حق ..

ألف يوم تسول فيها خائنوك، حتى وصل اﻷمر إلى أن يعرض فيها خاطفك نفسه للبيع، ليس رغبة منه في إنقاذ مصر، بل لتهون على المصريين أعراضهم وكرامتهم، ولكي تزداد مصر انحطاطا بين اﻷمم، ولكي يمشي كل مصري - أينما كان - مطأطأ الرأس، مكسور العين، مهدور الكرامة ..

ألف يوم مرت على مصر، اغتصب فيها خائنوك البنات، أمهات المستقبل اللواتي كنت تريد أن تحافظ عليهن ..

ألف يوم وصل فيها الدولار إلى عشرة جنيهات، وخوت فيها خزانة البنك المركزي من الاحتياطي اﻷجنبي، ولم ير فيها الشعب الذي (لم يجد من يحنو عليه) غير الفنكوش، ولم يأكل إلا الوعود الكاذبة، ولم يشرب إلا المقالب المهينة ..

ألف يوم كنت فيها - سيدي - الغائب الحاضر ..

ألف يوم كنت فيها العزيز الذي رفعت صوره فوق الرؤوس في كل زقاق وشارع ..

ألف يوم كنت ـ خلالها ـ في أعين الناس أسوة وقدوة ..

وكان خائنك في أعينهم عرصا ..

أحمد عبد العزيز 

وسوم: العدد 661