المتابعة ودورها في بناء الشخصية

د. هايل عبد المولى طشطوش

من مهارات تطوير النفس الإنسانية(6)

من المهارات الهامة والحيوية التي نهملها في حياتنا ولا نعلمها – عن قصد أو غير قصد – لمن هم تحت إمرتنا؛ موضوع متابعة الأعمال، المتابعة مهارة هامة يفترض على كل من يتولى مهمة أو منصب ما أن يتعلمها ويحاول إتقانها وذلك من خلال ممارستها وتطبيقها، لما لها من قيمة وأهمية في ديمومة العمل واستمراريته.

متابعه الأعمال والشؤون هي ضرورة حتمية لنجاحها ، فلا يكفي في الإدارة والقيادة أن تصدر الأوامر وتعطى التعليمات ، بل يجب متابعة التنفيذ والتأكد من أن الأمر الذي أصدرته والعمل الذي أوكلته قد تم انجازه، فعلى صعيد الأعمال فان المتابعة تساهم في انضباط الانجاز وعدم خروج الموظفين عن ما هو مخطط لهم لانجاز المهمة وتحقيق الهدف والوصول إلى الغاية المنشودة ؛ تتطلب عملية المتابعة قدرة لدى الفرد على جمع المعلومات عن كل المؤثرات المحيطة بالموضوع الذي يرغب بمتابعته.

المتابعة من مهارات بناء الذات الإنسانية المنضبطة وهي مهارة تعمل على زيادة الثقة بالنفس لأنها وسيلة من وسائل الشعور بالراحة بسبب الاطمئنان على ما أنجز ونفذ، ومن فوائد وآثار المتابعة أيضا، أنها تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب مما يساعد على انجاز المهمة  بكفاءة والوصول إلى الأهداف المخططة، وعلى صعيد مشروعات الأعمال فان المتابعة توفر لإدارة المشروع كافة البيانات والمعلومات عن أنشطة المشروع المنفذة بما يساعدها ويمكنها من تحليل الموقف الحالي للمشروع ومقارنة ما تحقق فعلا بما كان مخططا لتنفيذه، ومن المهارات الحسنة التي تبينها المتابعة في الذات هي: مهارات الملاحظة الفعالة، والمهارات تحليلية ، ومهارات إجراء المقابلات والحوار، الإنصات الجيد، قياس الأداء والإنجازات في مقابل الأهداف الموضوعة، تحديد الأولويات الملائمة وتنفيذها، العمل تحت ضغط بشكل فعال، والتعامل مع مختلف أنماط الشخصية.

وبالمقابل فان هناك عددا من الآثار السلبية التي تنجم عن غياب المتابعة، ومنها: تأخير إنجاز العمل عن الوقت المقرر، استفحال المشكلات وتحولها إلى معاضل مستعصية بسبب عدم متابعتها من البداية، كما أن غياب المتابعة يساهم في زيادة التكاليف وتراكم الخسائر والإسراف في استخدام الموارد.

إنها أداة هامة وحيوية لبناء وتطوير الذات وبالتالي بناء الشخصية الإدارية والقيادية الناجحة.