أثر فن الإصغاء على الأداء

د. هايل عبد المولى طشطوش

الإصغاء الجيد هو أدب من آداب الاتصال والحوار ومقوّمات نجاحه؛ فالحوار الهادف البنّاء لا بدّ وأن يرتكز على عنصر الاستماع ؛ حيث يقوم كلٌّ من المتحاورين بالاستماع إلى بعضهم البعض من أجل الالتقاء على هدفٍ مشترك، نعم الإصغاء فن يحتاج إلى الإتقان والمهارة لادائة،.... والتواصل الناجح أصبح اليوم هو لغة العصر، فقلد أصبح من الضروري لمن يريد انجاز أعمالة أن  يتقن هذا الفن وهذه المهارة ، إنها الشق اليمن من مهارات الاتصال الفعال، فكما نتقن فن الحديث علينا إتقان فن الاستماع، لان الاستماع طريقة فعالة لفهم وإدراك الأمور ومعرفتها بشكل تفصيلي، وبالتالي سهولة حلها واتخاذ القرار المناسب إزاءها .

لمهارة الإصغاء الكثير من الفوائد والثمرات حيث تعتبر هذه المهارة أداه من أدوات الحكم السليم على الأشياء النابع من الفهم العميق للتفاصيل والحيثيات، كما تساعد على تحديد المهام والفهم بشكل أفضل لما هو مطلوب فعله وانجازه ،  وتعمل على بناء العلاقات مع ربّ العمل والزّملاء والعملاء بشكل أفضل وانسب، كما أنها تعطي القدرة للمستمع للإجابة على أي تساؤل في مجال الموضوع وإطار العمل بشكل صحيح وسليم، كما أنها تعمل على رفع وزيادة كفاء الفرد وخاصة إذا تم تعليمها للمرء وهو في سن الطفولة وتنشئته عليها حتى يصبح مستمعاً جيداً.

لاشك أن غياب هذه المهارة له تأثير كبير على أداء الشخص وخاصة متخذ القرار، لأنه يؤدي به إلى غياب المعلومة ونقصانها وبالتالي اتخاذ القرار الخاطئ تجاهها.

إن إتقان هذه المهارة يحتاج إلى بعض الآداب والأخلاقيات مثل:  النظر باهتمام إلى المتحدث ، وإشعاره بالرغبة في مشاركته في الاستماع إلى الحديث، وكذلك تجنب مقاطعة المتحدث ، وعدم السرحان وشرود الذهن أثناء الاستماع، وإبداء الأثر الايجابي للاستماع مثل هز الرأس والابتسام وطرح الأسئلة المفيدة وهكذا .

وأخيرا الإنصات مهارة تفيد في كل مناحي الحياة وهي ضرورة لكل الفئات العمرية ، على المربين وأولياء الأمور تعليمها وتدريبها لمن هم تحت إمرتهم لأنها وسيلة من وسائل الفهم السليم والحكم الصحيح على الأشياء.

وسوم: العدد 663