الزوايا الجزائرية.. بين حاقد و مستغل
مايجب التأكيد عليه، أن صفحة توات الحضارة و العلم، ذكرت أن سيّدنا بلكبير، رحمة الله عليه ورضي الله عنه وأرضاه، قال..
" كان لا يحبذ مصطلح الزوايا لإنه لا يفي بالمقصود بل كان يحبذ أن تسمى المدارس القرآنية".
وهذا هو التعريف الذي يعتمد عليه صاحب الأسطر، حين يتطرق للمرة الثالثة لموضوع الزوايا ، الأول بعنوان " ابن باديس.. إبن الزوايا الجزائرية"، والثاني بعنوان " الزوايا الجزائرية.. بين مادح وقادح".
أما فيما يخص إبتعاد الزوايا عن إستغلال السياسة أو إستغلالهم لأغراض سياسية، فينقل زميلناFarid Bouguerra، عن كتاب " الرحلة العلية " للعالم الفقيه المفسر المحدث الرحالة المؤرخ باي بلعالم ، رحمة الله عليه، قوله..
"فعلى الزوايا أن تترفع عن كل ما يزري بشرفها وما يقوض أركانها ويدمر دعائمها ، فلا تتدخل في أي سياسة ولا تنتمي إلى أي حزب من أحزابها ولا تكون لعبة في أيدي العابثين الذين يسخرونها لأغراضهم وشخصياتهم".
أما عن حال الزوايا المزري، نظرا لأخطاء أرتكبت من طرف أصحابها، كما هو الشأن في جميع المؤسسات، فقد أحسن الأستاذ الأديب البليغ د، محمد تاج الدين، عبر صفحته، حين أكد هذه الحقيقة بقوله.. " كانت للزوايا سلطة .. فأصبح للسلطة زوايا " .
لكن رغم ماتمر به الزوايا من محن واستغلال لأغراض سياسية، وخروج بعضها عن مسارها الفطري المتمثل في نشر العلم والوعي، إلا أن المرء حين يعود بعقارب الزمن إلى الوراء، يظل يؤكد ويهتف..
حاول أبرهة إستبدال الكعبة بالقليس الذهبي ، فلم ينجح.
وحاول هولاكو تدمير الحضارة الاسلامية ، فلم ينجح.
وحاول نابليون إستغلال الأزهر لأغراض سياسية بإعادة طبع "الموطأ"، فلم ينجح.
وحاول الاستدمار الفرنسي إستغلال المدارس القرآنية لأغراض سياسية طيلة 132 سنة، فلم ينجح.
هذا الذي نعتقده وإلى الأبد، لن تنجح محاولات إستبدال المدارس القرآنية وتغيير وجهتها التي فطرت عليها ، بالنار أو العار.
ومن الحقائق المرة التي يجب التنبيه إلى خطورتها، وما يحاك ضد المدارس القرآنية هي أن الجزائر أبتليت بصنفين من أعداء كل من يساهم في نر العلم والوعي، وهما..
الأول يدعو لهدم الزوايا لحقد على كل ما هو عربي جزائري أصيل.
والثاني يبني الزوايا ويزورها لأغراض سياسية.
وكلاهما إبتلاء ووباء.
وسوم: العدد 666