لقد شهد الله عز وجل وسجل التاريخ بـأن الشعب السوري شعب بطولة وتضحية وعزة وكرامة

يتحدث معظم الناس  خصوصا في العالم العربي والإسلامي عن الشعب السوري حديث إشفاق باعتبار المحنة التي يمر بها ،والحقيقة أن الحديث عن هذا الشعب الأبي يجب أن يكون حديث اعتزاز وافتخار به . أجل لا توجد محنة أكبر من محنة هذا الشعب الكريم بعد محنة الشعب الفلسطيني البطل ، ولكن وراء المحنة محبة الخالق عز وجل الذي إذا أحب ابتلى واشتد في الابتلاء . و شدة الابتلاء نعمة الله عز وجل تأتي في طي النقم . وحسب الشعب السوري أنه ثار في وجه أعتى استبداد ،والذي لا مثيل له في العالم ، ومع ذلك لم يضعف ولم يستكن  ، واسترخص أرواح أبنائه  الغالية من أجل الحياة الكريمة والعزة والإباء . ولقد صار الشعب السوري العظيم معلم الشعوب العربية والإسلامية وقدوتها منه تتعلم معنى الإباء ومعنى التضحية ومعنى الصبر والاحتساب ، ومعنى العزة والكرامة. إن الله تعالى قضى، ولله ما قضى  وما أراد أن ثمن الإيمان هو الفتنة في قوله عز ومن قائل : ((ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )) فلقد امتحن الشعب السوري في إيمانه فصدق ، وافتضح أمر الكاذبين الذي تكالبوا عليه، والذين يدعون الإيمان كذبا وزورا ، وينتسبون إلى حزب الله الغالب فكشف سبحانه و تعالى قناعهم ،فإذا هم حزب الشيطان الخاسر الذين استقووا بالروس الكافرين وقد استباحوا أرواح ودماء الشعب السوري الأبي. لقد  سقط قناع الفرس وأذنابهم في لبنان والعراق والذين وجدوا في أرواح السوريين ودماءهم ما يشفي غلة مجوسيتهم و شعوبيتهم الحاقدة التي ظلت جدوتها الخبيثة مشتعلة تحت الرماد لقرون تنتظر  لحظة الاشتعال كما كانت نيران معابدهم الخبيثة . وإن الفرس المجوس ، وأذنابهم  يدعون محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل رسول الله براء  من عبدة اللهب الذين يظهرون ما لا يضمرون عن طريق أسلوب  التقية الجبانة والخبيثة  ، ولكن الله عز وجل فضح كذبهم ساعة تمحيص الإيمان . وبعد التمحيص يقول الله عز وجل : (( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون )) وأي عمل أسوأ من تحالف الفرس وأذنابهم مع الروس الملحدين لسفك دماء الشعب السوري من أجل حماية طاغية من أخس الطغاة . وإن الفرس وأذنابهم من المرتزقة الروافض يسمون قتلاهم من المرتزقة فوق أرض الشام شهداء ظنا منهم أنهم سيسبقون الله تعالى،  وساء ما يظنون . سيظل الشعب السوري البطل شامخا مهما كانت معاناته تحت الركام ، وتحت الحصار ، وفي المهاجر ، وفوق عباب البحار، وأمام الأباعد الذين يتجهمونه ، والأقارب الذين يتنكرون له ، وأمام الأعداء الذين يعذبونه ، سيبقى شامخا شموخ الرواسي وإن جاع وإن ظمىء  وتعذب . وإن كل سوري عزيز  يمد يده طلبا للمساعدة في بلاد الإسلام إنما يقيم بذلك الحجة على أهلها فإن صانوا كرامته  نالوا رضا الرحمان ، وإن قصروا في حقه كانوا مع الشيطان . وأكبر شيطان ذلك الذي يدعم الطاغية ابن الطاغية اللذين طغوا في الشام وأكثروا فيه الفساد فصب عليهم رب العزة سوط عذاب على يد الشعب السوري البطل . وإن دماء هذا الشعب الزكية وأرواحه الطاهرة أكبر عذاب مسلط على الطاغية وزبانيته  والذين يدعمونه من  كفار وعبدة النار وأذنابهم . إن الإنسان السوري عبارة عن عملة صعبة في زمن الانبطاح وزمن الخنوع والخضوع  للعدو الصهيوني وأعوانه الذين يخادعون الأمة العربية الإسلامية في الظاهر بالشعارات وهم يناصرونه في الباطن ، ويخدمونه خدمة العبيد للأسياد  وقد عراهم الله عز وجل وكشف أقنعتهم . فصبرا أيها الشعب السوري البطل فالنصر الموعود وعد المولى جل جلاله الناجز الذي لن يتخلف لحظة حين يأذن به سبحانه بعد أن تستكمل استحقاقه بتضحياتك وثباتك، فالله مولاك ولا مولى لمن عاداك .

وسوم: العدد 668