من يضع يديه على المحراث لا يلتفت إلى الوراء
إلى الشّاعرة الصّديقة فاطمة نزّال.
فاطمة نزّال، الشّاعرة الذكيّة والمرهفة، المُجيدة لقيادة قلمها والمتعمّقة في الكلمة وسرّها، استحقّت حضورها في السّاحة الأدبيّة، كاتبة وشاعرة، وعَبَرت بكلماتها الغزيرة المعاني إلى ضفة القلوب الظّمآنة إلى الحبّ والخير والجمال. وما لبثت أن حقّقت نجاحات عدّة باستحقاق وجدارة، واستأهلت محبّة القرّاء لأنّها احترمت فكرهم وتحمّلت مسؤوليّة ارتقائهم إلى عوالم الجمال. ولئن شغلت نصوصها مكانة رفيعة في عالم الأدب والكتابة، استحقّت منّا كلمات التّقدير والاحترام، وشعور المودّة والمحبّة، كما القراءات المعمّقة والطّويلة لنصوص ارتقت إلى مستوى الإلهام الشّعريّ.
إلّا أنّه في زمن نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى مشروع ثقافيّ موحّد كي ننهض بالثّقافة والمعرفة، ونهيّئ للأجيال القادمة مستقبلاً حضاريّاً، ونشكّل لهم مرجعاً أدبيّاً وفكريّاً، نلقى خيالات دخيلة على فنّ الكتابة وإبداعها، وأقلاماً فارغة إلّا من خربشات لا تستحقّ الالتفاتة وعناء القراءة. كما نقابل من احتكروا لأنفسهم ألقاباً ظنّاً منهم أنّ الألقاب هي من تصنع صدق الأديب وحسّه المرهف الّذي يلمس القلوب والنّفوس فيحييها. بيد أنّهم ما يلبثون أن يتبخّروا عند تجلّي الحقيقة، وما ينفكّون يندثرون أمام وهج الإبداع.
الصّديقة فاطمة، وضعتِ يديك على المحراث فلا تلتفتي إلى تلك الخيالات، ولا تسمحي للثّرثرات أن تخترق سمعك. وامضي قدماً حاملة سراج الحبّ والجمال، شاخصةً أبداً إلى الحقيقة العليا، رانيةً إلى الجمال الأعلى، سابحة في ملكوت الإبداع والفنّ الرّاقي. فالإبداع بيّنٌ والفناء بيّنٌ.
وسوم: العدد 669