أيا صوفيا ..
ضمت الدولة العثمانية إلى الوطن الإسلامي بلادا لم يبلغها فتح عقبة بن نافع
ولا قتيبة الباهلي
ولا طارق بن زياد
ورفرفت راية الهلال على مابين الأهواز والنمسا ، وأدرنة وصنعاء مرورا بدمشق
فهال دول النصرانية أن يلوح هلال المسلمين فوق الصلبان ، وأن يعلو على رنين النواقيس صوت الأذان ؟؟
فعملت تلك الدول على محاربة بني عثمان ، وأعانهم على ذلك جماعة من اليهود الذين خرجوا على السلطان عبد الحميد وافتروا عليه الكذب وصوره بغير صوره ؟؟
وأخذنا نحن الصورة التي صورها وأكملنا التشويه في كتب جرجي زيدان ؟؟
ومانقموا منه إلا أنه كان مسلما عاملا لرفعة الإسلام ، ووحدة المسلمين
قسموا الأمة إلى ترك وكرد وفرس ؟؟؟
وهوى صرح الخلافة الثالثة ؟؟
حيث كانت الدولة العثمانية ثالثة الدولتين الكبيرتين : الأموية والعباسية ، وقالوا : مات الرجل المريض ؟؟؟
وكذبوا ؟؟
وجاء مصطفى كمال
وأخذ يحارب الإسلام في بلاد الترك ، وحل عراه ، فألغى دين الدولة الإسلام ، واستبدل الشريعة الإسلامية بقانون مدني ، وترجم القرآن إلى اللغة التركية ، والأذان والصلاة باللغة التركية ؟؟
ووصل إلى ( أيا صوفيا )
التي أكرمها الله حين شرّف تلك الديار بالإسلام فجعلها مسجدا ، لكن أتاتورك أعادها متحفا ؟؟
ولولا الخوف لأعادها كنيسة ؟؟
ضاقت النفوس الملحدة بهذا المسجد العظيم ، فأرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
وعطلت الصلاة في أيا صوفيا ،
وسكت المؤذن فلا تهليل ولا تكبير ؟؟
أيا صوفيا :
التي صيح في مآذنها الله أكبر الله أكبر ، فاصطف فيها المسلمون خاشعة أبصارهم ، مؤمنة قلوبهم
أيا صوفيا :
في جوفها دوي التسبيح ، والتكبير والتهليل ، فكم خُتم فيها من ختمة ، وكم ألقي فيها درس ؟؟
أيا صوفيا :
يشهد كل حجر فيها ، وتشهد قبتها ومآذنها أنها بيت من بيوت الله ، وحصن من حصون التوحيد
أيا صوفيا :
تعود في زمن أتاتورك للجبت والطاغوت ، وتحمل الأصنام ، ويخسرها الإسلام ، ليربحها الكفر والغرب ؟؟؟
أيا صوفيا :
أريقت حولها دماء ذكية ، وأزهقت في سبيلها أرواح طاهرة ، من لدن معاوية رضي الله عنه إلى عهد الفاتح البطل محمد الفاتح ، إلى عهد السلطان عبد الحميد رحمهم المولى
بنى المسلمون هذا المجد في أيا صوفيا على جماجمهم ، وسقوه بدمائهم ، وحموه بسيوفهم
صال الطغاة وجالوا ، ووقفوا في الميدان ، وحولوا أيا صوفيا إلى متحف ؟؟؟
وظنوا أن الإسلام قد مات في تركيا ، فألهم الله جلت قدرته شيخا واحدا الشيخ سعيد النور بضم النون ( سي ) ليس النورسي ،
بل النور ( سي ) نسبة إلى النور ، أي المجاهد
فإذا هو يهدم في يوم واحد مابنوه في خمسين سنة ، وإذا بالإسلام ينبعث حيا قويا ؟؟
حتى عاد موعد الفجر الأول على يد عدنان مندريس وصحبه ، فعاد المسلمون إلى المساجد ، ورجعوا إلى القرآن ، وسمع المسلمون الأذان العربي ، أذان بلال الحبشي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، الله أكبر ، بعد أن لبثوا ثلث قرن لا يسمعونها ؟؟
وأعدم مندريس رحمه الله وذهب
ولكن ضياء الفجر لم يذهب ، وظهر الفجر الصادق برجال مخلصين ، فإن نور الإسلام لايمكن أن ينطفئ ، وإذا جال الباطل جولة ، فإن العاقبة دائما للحق .
واليوم في شهر رمضان المبارك
تعود أيا صوفيا إلى مجدها ، ورفع الأذان فيها فجر اليوم الأول من رمضان ، وصرخت مآذنها مدوية بكلمة التوحيد :
الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله الا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح
هذه الصرخة أغضبت أثينا ورأت فيها محاولة أولى لتكريس الكنيسة السابقة كمسجد ؟؟
لأن أيا صوفيا كانت أكبر كنيسة للعالم المسيحي ، أنشئت في القرن السادس الميلادي ، سنة ٥٣٢م ، تحولت بعد سيطرة الاتراك على القسطنطينية على يد البطل محمد الفاتح ، تحولت إلى مسجد سنة ١٤٥٣م
وتليت آيات القرآن الكريم في أيا صوفيا ، وعادت إلى مجدها الإسلامي إن شاء الله
اللهم وفق هذا الطيب اردوغان وذلل له الصعاب ، واجعل كلمة الله على لسانه هي العليا ، وكلمة الذين كفروا هي السفلى ، والى الامام يارجب مع المظلوم حتى ينتصر ، وعلى الظالم حتى ينكسر
والله أكبر والعاقبة للمتقين
أذن بلال وأسمع الجوزاء
وإصدع بما نادى النبي وجاءٓ
وليوقظ الدنيا هتاف محمد.
طاب الأذان أيا بلال نداءَ
الحق والتحرير من راياته.
من غير ( أحمدَ ) ينصرُ الضعفاء
وفرجك ياقدير.
وسوم: العدد 672