الغدر الامريكي... ودعم الاتراك للامريكان في الحرب الكورية... مثالاً

اعزائي القراء 

الغدر الامريكي ليس حديث العهد بل هو صفة من اهم الصفات التي  تقوم عليها السياسة الخارجية الامريكية.

غدر امريكا تفوق على غدر الكثير من الامم الاخرى . والامثلة كثيرة  لاتعد ولاتحصى والمشكلة ان اللاحقون يقعون بنفس حفرة السابقون ولايتعظون.

شاه ايران كان اقوى حليف لامريكا فانقلبت عليه لتأتي بزمرة الملالي الارهابية لتنفيذ مخطط تدمير المنطقة العربية عن طريقهم.

قالت زوجة الشاه السيدة فرح ديبا في حديث تلفزيوني كنت متابعاً له : بعد انقلاب الخميني لم يسمحوا لنا بالاقامه في امريكا اكثر من شهر حتى انهم لم يمنحونا فرصة لاستلام الفحوص الطبية لزوجي والذي كان يعاني مرض السرطان مما اضطر الطبيب الى ارسالها الى مصر بعد ان سمح لنا الرئيس السادات بالاقامة في مصر.

نورييغا حاكم بنما واكبر عميل للامريكان في امريكا الجنوبية ،  عندما ارادوا التخلص منه التجأ الى سفارة الفاتيكان فجروه من السفارة جرا واحضروه لامريكا ولا يعرف حتى الان في اي سجن يخدم فيه بقية ايام عمره

القذافي مثالا ثالثاً 

وبن على مثالا رابعاً 

ومبارك مثالا خامساً 

ولكن سأركز في هذا البوست على الخدمات التركية التي قدمها الاتراك للامريكان بينما اليوم يبيعوهم في سوق سياساتهم القذره.

اعزائي القراء..

السيد عدنان مندريس السياسي التركي المعروف  فاز حزبه بانتخابات عام ١٩٥٠ فشكل الوزاره بالاغلبيه.

قامت الحرب الكورية في ٢٥/٦/١٩٥٠ باجتياز الشماليين لخط الهدنه  رقم ٣٨ درجه

بحثت امريكا عن شركاء فلم تجد سوى تركيا لنجدتها.

ففي جلسة صاخبة واستثنائية لمجلس  النواب التركي عقدت بتاريخ ١٨/٧/١٩٥٠ في مدينة يالاوا  القريبة من استنبول  قرر النواب بالاغلبية الدخول بالحرب بجانب امريكا لانقاذها. 

ارسلت الحكومة التركية في البداية  لواءاً كاملاً تعداده ٥٠٠٠ جندي ليصل عددهم بعد شهور  الى ثلاثين الف جندي تركي .

يومها شهد العالم بأسره بصلابة الجندي التركي وقدرته على مجابهة الكوريين الشماليين بكل شجاعة  وكانت خسائرهم كبيره 

فقد فقدوا:

١٢٠٠ قتيل مازالت قبور الكثير منهم في  ارض المعارك

٣٤٠٠ جريح

٢٥٠ مفقود

٣٣٤ اسير 

فشل الشماليون باسترجاع كوريا الجنوبية وتم تثبيت خط الهدنة  ومازال قائما حتى اليوم .

مكافأة تركيا كانت السماح لهم بدخول حلف الاطلسي حيث كان يلقى قبولهم معارضة من بعض الدول الاوربية.

اخواني الاعزاء 

عاد عدنان مندريس لقيادة تركيا من جديد بعد انتصار حزبه بالستينات بناءاً على وعود لشعبه باعادة المظاهر الاسلامية وفتح المساجد المغلقة منذ عهد اتاتورك للصلاة والعودة للاذان باللغة العربية وفتح مدارس دينية، ولكن لم يمض على ثقة الشعب به سوى اشهر معدودة حتى قام العسكر بقيادة الجنرال جمال جورسيل بانقلابه على الحكم الديموقراطي تماماً كما فعل السيسي في مصر بدعم امريكي ايضاً ،  وتم تقديم السيد  عدنان مندريس لمحكمة صورية قررت اعدامه , فتم تقييده وارسلوه الى احدى جزرهم في مرمرة  وهناك في موقف مهيب مرفوع الرأس بين صفين من الاشجار بلباس ابيض ساربخطوات ثابته الى المشنقة  حيث تم اعدامه ولقيت الصور اثناء سيره للمشنقة جوائز عالمية مظهرة التحدي الواضح للانقلابيين .

عدنان مندريس رحل وهو يدافع عن تراث امته وعقيدته وابناء جلدته ولكن دعمه لامريكا في الحرب الكورية لم يرحمه من غدر امريكا.

واليوم تتعرض تركيا لعملية  غدر اخرى فدخولهم لنادي حلف الاطلسي كان ثمنه باهظاً لهم في كوريا.

واليوم يتنكر هذا الحلف  وعلى راسه امريكا  لكل ما قدمه الاتراك لهذا الحلف ويستنكرون على اوردوغان دعمه ضد الموءامرة على بلاده .

بل اكثر من ذلك انقلب الاطلسي الى عدو لتركيا 

واضحى اوردوغان العدو رقم واحد لامريكا لرفضه للموءامره الكبرى  في منطقتنا.

هذه هي امريكا 

التي غدرت بكل حلفائها

فياايتها الشعوب العربية احذروها 

وادعموا ثورة التحرر في سوريا   بكل قوة فهي القدوة لكم  في تحريركم من اجل انطلاقة جديدة.

وسوم: العدد 672