هكذا نجحت إيمان
اسمها إيمان ، وهي على خلق ودين ، تقدم إلى خطبتها شاب من أسرة كريمة ، وافق عليه أهلها ، ثم وافقت هي عليه بعد أن سمعت حديث أهلها عنه ، وبعدأن جلست معه في حضور أهلها فاستمعت منه واستمع منها فازداد ارتياحها إليه .
تمت الخطبة ، ثم تبعها عقد القران ، وتم الزفاف بعد ذلك في حفل بهيج مبارك .
بعد الزواج اكتشفت الفتاة أن زوجها يدخن ، فصدمت بذلك ، لكنها أرادت معالجة هذا بحكمة ، فلم تخبر أهلها بما اكتشفته من تدخين زوجها ، كما لم تخبرأهله ، وآثرت الصمت حتى لا تثير غضب زوجها إذا عرف أنها اشتكته إلى أهله أو أهلها .
بدأت بإظهار شفقتها على زوجها مما يلحقه من أضرار خطيرة ناتجة عن تدخينه ، وذكّرته بأنه الآن شاب في صحته وقوته ، وقد لا تظهر عليه أضرارتدخينه مبكراً .
وصارت تعبر عن ضيقها برائحة دخانه ، وتبتعد عنه إذا اقترب منها ، فلجأ إلى العطر يحاول به إخفاء رائحة التدخين المنفرة ، فما نفعه هذا ، وشرحت لهإيمان أن العطر الذي يضعه لا يخفي رائحة التدخين بل جعلت منه مزيجاً يزيد في نفورها .
وحتى لا تملأ رائحة الدخان هواء البيت طلبت منه زوجته أن يصعد إلى السطح ليدخن ، فأثاث البيت صار يمتص رائحة الدخان لتبقى فيه ، من قماش تنجيدالمقاعد إلى الستائر إلى السجاد .
قالت له إيمان : هل تعلم أنك تجعلني أدخن معك رغماً عني ؟!
رد عليها زوجها مندهشاً : أنا لم أدعك يوماً إلى التدخين معي ولم أجبرك عليه !
قالت إيمان : أجل ، لم تدعني ولكنك تجعلني أستنشق ما ينتشر من دخان سجائرك وهو ما يعرف بالتدخين السلبي ، وقد أثبتت الدراسات أضراره وأخطاره، خاصة على النساء الحوامل وعلى أجنتهن في بطونهن .
قال زوجها : ولكنك لست حاملاً !
قالت : قد أحمل فجأة .
قال : عندها أعدك بترك التدخين .
قالت : لكن الأطباء يقولون إن على المرأة أن يخلو دمها من أي نيكوتين قبل عدة أشهر من الحمل .
هكذا كانت إيمان تعمل بحكمة وهدوء في صرف زوجها عن التدخين وحثه على الإقلاع عنه .
ومن محاولاتها أنها صارت تعطيه خمس سجائر فقط كل يوم وتمنعه من حمل العلبة التي كان يدخن سجائرها العشرين كل يوم . وحين قال لها : وكيف إذااشتريت عليه أخرى وصرت أدخنها في غيابك ؟! أجابته إيمان : أنا أثق بك .
إضافة إلى هذا كله فإنها كانت تدعو الله تعالى في سجودها أن يصرفه عن التدخين ، ويبغضه فيه ، وينفره منه ، وأن يعينها سبحانه في جعله يقلع عنهويهجره إلى الأبد .
أخيراً نجحت إيمان بتوفيق الله وعونه في جعل زوجها يترك التدخين تركاً نهائياً لا رجعة عنه بإذن الله .
وسوم: العدد 674