العيد والعيدية ..

الشيخ حسن عبد الحميد

ذكريات وكلمات ...

العيد فرح ، ولا يكون الفرح إلا بعيد ، وبخيل وليئم كل من لايدفع عيدية للصغار في أعياد الله أكبر ،

أعياد الإسلام ، وشعارها ( وكبره تكبيرا ) ١١١ الإسراء

 الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد 

الله أكبر فوق كيد المعتدي ، والله للمظلوم خير مؤيد 

الله أكبر يابلادي كبري ، وخذي بناصية المغير ودمري 

هذا التكبير يشفي صدور قوم مؤمنين 

نحن أمة واحدة هكذا قال ربنا في كتابه العزيز ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) الأنبياء 92

نصفها صائم ونصفها مفطر ، بعضها يتبع التقويم ، وبعضها يريد الرؤيا بالعين المجردة في عصر المراصد الفليكة العالمية ، إن الاهواء تعمل عملها ، والاقليمية تعمل عملها مع الآسف !!!! 

كنا في مدينة الباب يجلس القاضي الشرعي في مكتبه ينتظر برقية من القاضي الممتاز في دمشق ، فإذا جاء إشعار بذلك انطلقت المدافع تعلن العيد ، كل مدن وقرى سوريا تعيد ، لا يشذ عن ذلك قرية . 

في صباح العيد الفرحة عارمة ، النساء مشغولات بالطبخ والنفخ والنظافة ،

 داعيكم اشترى العباية الحرير الأبيض مع صرماية حمراء ، وضعتها بجانب الفراش لما نمت . 

وهلَّ العيد علينا وانطلقت وفود الأقارب تتوافد ، الطعام موجود ولابد من دواقه ولو كنت شبعان ، قرع بحامض مع برغل بشعيرية بالسمن العربي ، ولابد من أكل لقيمات بدءا من أول دار إلى آخر دار

في حارة المصاري واليماني كله قرع بحامض وبرغل بشعيرية ، لم نكن نعرف الرز إلا في الأعراس ، والقرع مذكور في القرآن في معرض الحديث عن قصة يونس عليه السلام ( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) الصافات ١٤٦

في المدينة المنورة كان البعض يطبخ اليقطين ويدعو النبي عليه السلام ، وكان عليه السلام يحب الدعوة ويتتبع القطع اليقطينية فيأكلها صلى الله عليه وسلم ، ولعل أهل محلة المصاري واليماني يطبخون القرعة في العيد تيمنا بفعله عليه السلام 

وبدأت وفود الزوار في العيد وخاصة كبار السن ونذهب نحن الصغار معهم طمعا في العيدية ، وكانت فرنك أو نصفه ، أيام كان الفرنك يعادل خمسمائة ليرة سورية ، والمليون عشرين فرنك !!! واخجلتاه . 

كان الكبار ونحن نقبل أياديهم لا للبركة بل للعيدية المرجوة فيقولون عليك أبرك الأعياد ، على اقبال عرسك وحج أبيك ، وأنا صغير لا أفهم معنى العرس ، ولا يهمني حج أبي أم لم يحج ، هات ياعمي العيدية ، ولتخرب مالطة !!!

ونأخذ النصف فرنك وهي صفراء منقوبة من الوسط ، وكنت أحلم بشراء دروبس وهريسة بلاط جهنم ، ووضعت العيدية في الجيب وكان مثقوبا لإهمال أمي وتسرعها وكثرة انشغالها ، ومن أجل نصف فرنك ظللت أنبش في التراب لمدة ساعتين قرب حارة اليماني ، وبعد شهر كلما مررت بنفس المكان أقف دقائق لعلي أجد العيدية الضائعة ؟؟؟ 

وصارت ضياع العيدية تاريخا فأقول يوم ضاعت العيدية ياللحسرة وياللخسارة ، لذا أنا شامت بكل خلاف بين أبي وأمي ويصل إلى الشجار فأقول لعل المولى ينتقم من أمي التي كانت سببا في ضياع العيدية . 

قارن عيد الفطر بأعياد الثورة وأعياد المعلم العربي وثورة آذار والحركة التصحيحة وعيد الأم وعيد الجد وعيد العمال وعيد الحب وشعاره وردة حمراء وعيديته قبلات على الماشي وبالسرقة بين العشاق ؟؟

هذه كلها لهو ولغو ، أنا معلم مازارني أحد من المعلمين مهنئا بعيدي ؟؟؟ 

أعياد الفطر والأضحى تهز العالم وتوقظ النيام وتملأ البطون وتستر الأجسام بالجديد والمزخرف من الثياب ، عيد الله أكبر وكفى ، عيد الغريبة والكرابيج والناطف والمعمول ، عيد فيه تكبير وتعظيم للمولى وصلاة لرب العالمين ، حتى المرأة تخرج لصلاة العيد بشروط ، ألم تشاهدوا أمس صلاة العيد في ألبانيا يؤمها إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب ومئات الألوف يصلون خلفه ، الله أكبر 

 عيد شعاره الله أكبر ، لايعيش ولا يسقط ، ولاتقديس للزعماء و، ولا دبكة شعارها ناصر ، أو للابد ياأسد ؟؟؟ 

لا حركة تصحيحية ولا ضحك على الدقون ،

 إنه عيد أمة من أغادير إلى كولامبور إلى ألبانيا ،

 لا من المحيط إلى الخليج ، بل من المحيط إلى المحيط ،

 أمة إسلامية واحدة حقا ، ذات رسالة خالدة حقا ، هي القرآن ولاشيء غيره ،

تلخص رايته لاإله إلا الله محمد رسول الله . 

شتان بين عيد شرعه رب ، وعيد إخترعه عبد ؟؟؟ 

شتان بين صورة الأسد وبين الأسد نفسه ، الصورة يعبث بها الأطفال ، والأسد يدمر بلدانهم وقراهم بالطيران ؟؟؟

عيد الله أكبر حضرته في الحرم المكي ومليون إنسان عرب وعجم ، أسود وأبيض يهتفون الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، لا إله الا الله ، ولانعبد إلا إياه  مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، الله أكبر 

وعيد حضرته في الحرم النبوي كله تكبير وتعظيم لله ، 

في عيد الأضحى المبارك الكل يكبر بعد لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ، ماخاب عبد سألك ، أنت له حيث سلك ، لبيك والرغباء إليك . 

وأخيرا يصرخ الأطفال عاش عاش ويسقط كل ختيار يقول عليك أبرك الأعياد ولا يمد يده إلى جيبه ، أو شالته العجمية فيخرج منها قرشان ونصف يفرح بها طفلا . 

أيها الغني في العيد فرّح الأطفال ولو بإبتسامة وجه ، فالتبسم في وجه الصغار خاصة الأيتام صدقة ، وتذكروا براميل العيد على أطفال سوريا من طغاة العصر الفجرة ، وقولوا اللهم أهلك الظالمين 

وفي العيد القادم لن يكون الجيب مثقوب ، بل مثل كيس القمح مخاط أسفله وأعلاه ، وكل عام إسلامي وأنتم بخير ، 

وهنئوني إن وجدت العيدية الضائعة ، وقد ضاع الوطن ؟؟؟

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك اللهم لحلب

وسوم: العدد 677