عندما تـنفسنا الحب
تحت المصباح الأخضر...خضرة الأمل وضوء الأمل.... تحت المصباح الأخضر.. خضرة الريف وجمال الريف تنفسنا، تنفسنا روح الحب...عفويا ً، طبيعيا ً، تلقائياً كمن يسبح في بحر الشوق والعشق.. حتى إذا تشابهت الهمومُ كالدّمعة ، انساب الحب رقراقاً لينقلنا الى واحة السكينة والاطمئنان...
استغثتُ بها كرقة الماء وحلمه وأيقنتُ أن الغرام إنما هو جنون شخصيةِ المحبّ بشخصية محبوبه، أخاطب السماء فيكي نجمةً، كوكباً، ضياءً..وأكتبُ اسمك في السماء نقوشاً وأنحتُ على الأرض ذكراهُ.
هنا.. احْتجَ القلم والمداد يصرخُ، أيا كاتب المقال انصفني... قلت وكيف ذلك.. قال: أيكون للحبيبين نشيداً ؟ قلتُ نعم.. قال: زدني حتى أرضى ثم أتركك في أدب الحب وأسرار فتـنته وبركان حرقـته....
قلت إذن اكتب أيها القلم: لما سمعتها أول مرةٍ ، أحببتُها جُهد الهوى حتى لا مزيد فيه، ولا مطمع في مزيدٍ....
أَبلغهُ كلما أحسستُ في نفسي انكساراً..... كانت لي رمز اصطباري واحتمالي
أبلغهُ كلما انسكبت الأنوار في قلبي.... فإني سائل عنها الدراري واللآلي
أبلغهُ أن يسمعني كلما الأطيار ناحت.... نوحها من طول فكري وانشغالي
وأبلغهُ أن يسمح لي كل حينٍ أن أغني ...عن الحب واسعى في كمالي
يا فتاتي يا بهجة الفؤاد في أدب الحب كلماتٍ وحروفٍ ومعاني... قالت: يكفيني ما وصلني لقد أخجلتني وأحرجتني والله.
قلت: الخجل فيكي صفاء وعفة.. والحرج فيكي جمال ورقة.. والكلمات والمعاني والحروف تزيد النفس بهجة وسروراً..كأنها أزهار لاحت في ألفاظ حب رقيقةُ.
قالت: لقد لمسني الحب لمسة ساحر فأصبحت روحي في وقار ظاهر وأصبح كل شيء من حولي يتكلم في نفسي وروحك تحوم حولي كأن الحياة قد فاضت وازدحمت في الموضع الذي اجلس فيه.. كأني أحسست بالهواء من حولي يتنفس فصعد إلى وجهي فرأيته كنور الفجرِ.
قلت : القلب قلبي والروح روحي واللسان لساني والقلم قلمي.
فقالت: من أنا إذن.. هل تعرف من أنا.. من أكون وكيف أكون؟
قلت : أنتِ من تبتسم الحياة بذكره ويتشرف العقلُ بأصله.. أما كيف تكونين فذلك ظاهر في رونق حروفك وروعة كلماتك وحياء خلقك.
قالت: الدُنيا في خيالي كالسّماء التي ألبسها الليلُ ، فيا أيتها السماء قد حان الميعاد ويا أرض تبسمي وافرحي فقد وصلَ المنال.
قالت: يارب قد صبرت طويلاً عندما ناجيتك في الأسحارِ.. يارب قد لبيت دعوتي وقد وصل الدعاء والنداء.. يارب قد سببت الأسباب وطوقت الموقع والمكان للقاء... ياربي قد أكرمتني بعد طول انتظار.. ياربي أقول لك اللهم لك الحمدُ والشكرُ والثناء.
قلت: اليوم قد فهمت حينما بزغ فجر الحب وضياء القمر في السماء..وفهمت كيف نادى في نفسي منادي عبر الأميال.
قالت: نعم اليوم وكل يوم يا أغلى رجل في حلمي ويا أحلى من كنت نوراً على مر الليالي ..
قلت: ها أنا قد وصلت ورأيتك فارتوى في خاطري شوق وشوق، فاحمليني فوق موجات الخيال وازرعي الآمال في صحراء قلبي واجعلي زهر الهوى يزهو ببالي.
قالت: أبي في انتظارك والأوان قد حان لكي يكتمل البناء.....
قلت: قد كتبه الله مسبقاً في السماء قبل الأرض.. ألمْ تصدقُ الرؤيا ومناجاة الدعاء!
قالت: صَدَقَتْ وشكرتْ وها أنا أُتوَجُ بالعهد واللقاء في بيت البناء .....
قلت: وها أنا قد وصلت وألبي النداء.
فبشرى لمن طاب بهم العهد والصدق واللقاء...وبشرى لمن كان الحب بينهم حارس الحياة.. وبشرى لمن شبك الأيدي بمداد الشرع والوفاء.
وختامه: نقلت لكم صورة من صور جمال الحب كما لمسته "هي حكاية حب حقيقية " فرأيت ألا أنفرد بها ، أردت أن أنقلها اليكم في تصورها وخيالها وصدقها، صورة أدبية في حب الانفتاح الصادق والطاهر الذي قادنا إلى جمال الكلمة وروعة المعنى وابداع الحرف وبناء الأسرة.
مع خالص المحبة
وسوم: العدد 677