صفاقس في يوم افتتاح تظاهرة عاصمة الثقافة العربية تكتسي أبهى حلة
صفاقس قبلة الزوار من مختلف البلدان العربية ، بل وكل الأنظار بلدان العالم متجهة لمدينة الزيتون صفاقس عاصمة الثقافة العربية .لقد كان هذا الاحتفال متميزا بحضور وزيرة الثقافة التونسية السيدة سنية مبارك و نظرائها العرب ، حيث افتتح يوم السبت 23 جويلية ( يوليو تموز ) 2016 تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية للعام 2016 بوسط المدينة "باب البحر" و تحت شعار " الثقافة توحدنا ، وصفاقس تجمعنا " و كان افتتاح التظاهرة فيه تأخير عن موعده المحدد وقد يعود ذلك لأسباب تقنية أو تنظيمية . و بالرغم من ذلك فقد عاشت صفاقس عاصمة الجنوب التونسي حفل افتتاح التظاهرة بباب بحر مع سينوغرافيا صفاقس تضيء سماء العرب . و في كلمة لوزيرة الثقافة أشادت على دور الثقافة في مكافحة آفة الإرهاب، وأثنت على دور رئاستي الجمهورية و الحكومة في منح صفاقس الحظوة التي تستحقها، سيما بعد الترفيع في ميزانية التظاهرة من 10 الى 30 مليون دينار، ستخصص أكبر نسبة منها لفائدة البنية التحتية الثقافية التي ستبقى للأجيال القادمة.
كما ثمنت مبارك دور المثقفين الذين اجتمعوا لإنجاح هذه التظاهرة دون خلفيات سياسية أو أيديولوجية.
و رغم التأخير فقد انطلقت العروض التنشيطية المبرمجة بنجاح و التي تضمنت تنوعا ضمنيا مثل عرض "عطر صفاقس" في نسخة خاصة بصفاقس للفنان المتألق محمد علي كمون و جمع هذا العرض بين أنغام التراث و إيقاع الجاز، و استمتع الجمهور بعرض "وهج الليل" و هو العرض التنشيطي المتميز الذي جاء في إطار أول مهرجان للمناطيد بصفاقس ، حيث تم اطلاق 16 منطادا ، وأضاء سماء المدينة بشط القراقنة ما يسمى بالكورنيش و بنفس هذا الشط تعرف الجمهور على معرض صور المكعبات المضيئة، كذلك كانت لنا فسحة مع مجموعة من السفن و المراكب الشراعية التي تحمل أعلام البلدان العربية الشقيقة في جولة بحرية سياحية إن صح التعبير ترسل رسائل محبة و تدعو إلى التحابب و الجمال ، رسائل تدعو إلى الأمان و حب الحياة ، فكانت بحق رسائل فرح بالثقافة و رسائل الثقافة بالفرح و إنها لعمري فسحة الأمل في حياة ملؤوها الأمن و الأمان و الانتصار على ثقافة الموت و التعصب الفكري .
أما فرق الحضرة فقد كانت تجوب الشوارع و تردد الأغاني التراثية و النوبات مثل نوبة سيدي منصور المعروفة لا فحسب داخل تونس و انما في كل العالم و بساحة القصبة و تحديدا ساحة المقاومة تم تحية العلم الوطني من طرف جنودنا البواسل ، و في باب الديوان فقد استمتع الجمهور و استمع إلى أنغام التراث و الحضرة و من أمام قصر البلدية هذا المعلم التاريخي المهيب، تم عرض أوبيرات غنائية تحت عنوان " المدينة الخالدة " بمشاركة عدد من نجوم الفن التونسي و منهم الفنان جمال الشابي و مجموعة من فناني مدينة صفاقس و فنانين عرب ، إلى جانب العرض الفرجاوي الذي جمع بين الموسيقى و الغناء و التمثيل و الاستعراض و الرقص العصري و الشعبي بباب البحر و من أمام قصر بلدية صفاقس الكبرى . وقد واكب هذا الاحتفال وعروضه المتنوعة الآلاف من أهالي مدينة صفاقس بكل من شط القراقنة، وباب الديوان وساحة القصبة و من أمام قصر البلدية و شوارع المدينة .
الجدير بالذكر أن هذه التظاهرة الثقافية ستتواصل إلى غاية 17 من مارس آذار 2017 . و للتذكير فان عاصمة الثقافة العربية هي مبادرة من اليونسكو على غرار عاصمة الثقافة الأوروبية، شرع في تطبيقها كفكرة سنة 1996، بناءً على اقتراح للمجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية، وكانت القاهرة أول عاصمة للثقافة العربية تلتها تونس عام 1997 .
إن هذه التظاهرة الإقليمية و الدولية تعتبر نجاح لكل التونسيين في وقت تعيش فيه بلادنا تحديات جديدة في ظرف دولي خاص لتنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري لهذا البلد المضياف والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب الشقيقة و الصديقة وتعزيز القيم النبيلة، قيم التفاهم والتآخي، التسامح و مكافحة التطرف الفكري ومقاومة الإرهاب و التعصب .
رضا سالم الصامت / كاتب صحفي بالحوار نت و مستشار اعلامي و ثقافي باتحاد الكتاب و المثقفين العرب مراسل صحيفة آسيا بريس و محرر بجريدة الأولى التونسية و سكريتير تحرير جريدة آسيا اليوم المصرية .
وسوم: العدد 678