هل يكون فشل مؤامرة الانقلاب في تركيا بداية العد التنازلي لنهاية فلول الثورات المضادة!

هدم [غرفة العمليات] على رؤوس [عناكبها]؟!

المنطقة تعبث بها شياطين من كل صوب ..! في مشارقها ومغاربها !

والحملات مستعرة مسعورة على بلاد المسلمين وشعوبهم .. لكن الفن الاستعماري – أو في الحقيقة [الاستخرابي الاستدماري] - الحديث ..والخبيث..ابتكر أساليب أكثر من شيطانية .. بحيث يلعب بمختلف الأوراق القذرة ..ويجعل المستهدفين ينوبون عنه في قتل بعضهم وتخريب بلادهم ..إحكاما للسيطرة الصهيونية على مقدراتهم ورقابهم..! وضمان تفوقها فضلا عن سلامتها وىأمين مشروعها

...عفواً!.. كانت هذه المقدمات قبل نحو أسبوعين مما حصل في تركيا!,..وكنا نتوقع أن       [ محاريك الشر الصهيونية الصليبية- هكذا مباشرة بلا رتوش!] لن تترك تركيا في حالها ..وأن النظام العلماني المسترشد في تركيا قد تصرف بما يعتقده حنكة ساسية ودبلوماسية في بابين من أبواب الشر : [الروسي وما يسمى الإسرائيلي] ليكف عنه شرهما ويتفرغ لغيرهما !.. فقد :

تكاثرت الذئاب على خراش             فما يدري خراش ما يصيدُ!

تريد تركيا أن تختصرالمشاكل وتستمر في طريق التنمية

ملاحظة مهمة ومكررة: تركيا نظام علماني ديمقراطي للجميع فيه حريته .. ومنهم الإسلاميون – إن وجدوا - وإن كانت تضيق على فريق منهم – يبدو حليفا للأمريكان للأسف- وهم جماعة عبدالله غولن ..ولكن عندهم النورسيون والصوفيون وغيرهم كثير ..ولا ننسى أن مجمل الشعب التركي مسلم ومتدين بالفطرة ..

..وإن كنا نرى أن من الأفضل- ومن الممكن- أن يتصالح النظام التركي مع تلك الجماعة ويحتويها .. – فهي على كل حال .. أقرب إليه من غيرها في توجهاتها ومنطلقاتها!

..كما أننا لانرى أن خطرها قد بلغ لدرجة أن تحرك فصائل من الجيش ..خصوصا أن قيادات المؤامرة من عناصر بعيدة عن معتقدها ..وعميلة لأمثال إيران وسوريا ومن لف لفهما!!

أن نظام تركيا العلماني الرشيد المتصالح مع توجهات شعبه .. خطا خطوات عملاقة نحو النهوض والتقدم .. مما انعكس على مختلف ألأوضاع وحياة الناس .ولذلك تمسكوا به ..ودافعوا عنه الانقلابيين الخونة .. حتى بالأحذية!!

 ليس لأنه إسلامي كما  تروج الدوائر المتآمرة – وتلك الخائفة من حرية الشعوب وثوراتها! .. ولا لأنه يريد أسلمة تركيا ..ولا .. ولا..

وأخبروني: كيف يمكن تسميته نظاما إسلاميا .. والخمر في كل شارع في مدنه.. والتعري والتبذل في الشوارع فاضح؟ .. ومسلسلاته تُشيع حتى في مجتمعاتنا العربية الفاحشة ؟ ..ونظامه الاقتصادي ربوي نتن؟ وهو مربوط بحلف الأطلسي .. ومعترف بالكيان الصهيوني ويتبادل معه التجارة وسائر العلاقات – وكل ذلك محرم شرعا ولا يرضاه الإسلام ولا يقره!!..وإن كانت للأتراك مواقف مشرفة لنصرة الضعفاء في فلسطين وغير فلطسين!

... الدور الأمريكي الأوروبي السهيوني في [إحداث القلاقل] وفي مؤامرة الانقلاب في تركيا لا تكاد تخطؤه عين! فالذين يؤيدون الانفصاليين الأكراد في شمال سوريا .. يشجعون تمردهم وجرائمهم ضد الدولة التركية [ الأطلسية العلمانية]! وقد وصفت [ سفارتهم] مؤامرة الانقلاب [ بالانتفاضة الشعبية]!

 لم يرق للولايات الأمريكية أن تنهي تركيا مشاكلها مع الروس بدون إذنها وعلمها ..! وهي التي كانت تراهن على [المشكلة الروسية] ..وأحتمالات تطويرها إلى حرب استنزاف بين الفريقين من أي نوع ..كما اعتادت أمريكا [إشعال] حروب الاستنزاف – أو –على الأقل صب الوقود على نيرانها!..كما هو حاصل في أكثر من بقعة ساخنة في المنطقة ..وكما كان في القرن الماضي بين العراق وإيران مثلا!!

ولكن المهم الاعتبار مما حصل ..وأن تتعلم الشعوب أن تحطم القيد الأمريكي وسدنته وتبحث عن مصالحها .. لأن رعاة الاستبداد والفساد فرحوا بالانقلاب وحزنوا لفشله!

  .. لقد توافرت عوامل فشل عدة لانقلاب خونة تركيا – لم تكن متاحة للانقلاب الموسادي المصري ..ولا لثورات شعوب أخرى في المنطقة!

.. على مدى سنين طويلة كانت إصلاحات حزب العدالة والتنمية التركي .. حتى قفز بالبلاد قفزات شاسعة ..ومس بعض الإصلاح المجال القضائي والقانوني .. وكذلك وضع الجيش والعسكر .. الذي كانت قياداته العليا تقتصر على فئات ضالة كيهود الدونمة ..والنصيرين وغلاة الكماليين الملحدين المعادين لكل دين!.. ومعظمهم – أصلا لقطاء ربوهم على الكمالية والإلحاد وكراهية الإسلام وأهله!!

وكانت مؤامرات من العسكريين السابقين على تركيا فشلت – ليقظة الحكومة .. وإصلاحها جهاز المخابرات ..إلخ

.. إضافة إلى ( الظل الأوروبي) الذي يشترط – للالتحاق باتحاده - تحقيق قدر كبير من الحريات والديمقراطية ..إلخ ..مما ألجم الجيش عن محاولات الانقلابات ..حتى تمكن حزب العدالة وتماهت معه الجماهيرالتي شعرت بجدارته وإخلاصه وامانته .. بارتفاع مستوى الدخول وتحسن كافة الأوضاع بشكل كبير..

..,مع ذلك هنالك من يهاجم تلك الإصلاحات المشهودة ..ويتهم الحكم بالدكتاتورية ..وينكر الشمس في رابعة النهار!!

.. لم يعلن حزب العدالة نفسه حزبا إسلاميا – في يوم من الأيام..إنما صنفه الناس كذلك – بما لم يصنف هو نفسه به ! بل بالعكس – سبق أن صرح بأنه علماني!

ولم ينسحب من حلف الأطلسي – ولم يسحب اعترافه بدولة الصهاينة – الباطلة- في فلسطين – ولم يلغ النظام الربوي– ولم يمنع الخمر ولا التعري – بل إن الحجاب ظل ممنوعا في عهده لمدة طويلة – وخصوصا في الجامعات والوظائف والبرلمان ..إلخ ..حتى اضطر الرئيس أردوغان أن يبعث ابنته للدراسة في أمريكا – حيث لا يحظر الحجاب – الذي يدخل في حرية الملبس التي تنص عليها حقوق الإنسان!!..وإن ضاقت به بلاد تزعم انها بلاد حريات كفرنسا وغيرها!!

وما زال الحجاب محظورا في بعض المصالح في تركيا حتى الآن!

.. بينما في مصر مثلا ..[ تورط الإٌسلاميون] في الحكم – قبل الأوان -..دون أية إصلاحات تذكر .. فورثوا تركة مثقلة ..وأرادوا حكم البلد بأجهزة فاسدة فسادا مطلقا ومتعمدا – على مدى سنين !! .. بل ربما قرون! فارتد شره عليهم وبالا!!

ولم يكن لهم شأن أو أثر أو وجود يذكر..لا في الجيش ولا في المخابرات ولا الداخلية ..وحتى القضاء- كان الموساد والسي آي إيه قد فرخوا في كل ذلك وعششوا( وشرشوا) ..منذ زمن !!

وقد كرر كثير من [ضباط موساد الداخلية المصرية] التهديد لمرسي وجماعته بالعودة للسجون قريبا!! وقد حصل!!

..إن الذي حصل في تركيا ..وممكن حصوله في غيرها ؟؟ يرجع إلى ما أسماه ( الدكتور منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق) [ بغرفة العمليات] أو سماه الكاتب محمود القاعود[الحلف الصليبي]..وما أطلقنا عليه أحيانا [ قوى الشر أو التآمر] ..إلخ..

.. لقد علمنا – وكررنا – أن أمريكا – أحيانا بشكل - وحجة مساعدات أو غيرها- تدفع رواتب لكثير من ضباط جيوش العالم الثالث- ومنه العربي- ليخدموها – إذا احتاجت لهم- كما حصل في مصر- وكما فشل في تركيا ..لأن كثيرا من عملائهم سرحوا من الجيش ..وتجددت فيه دماء وطنية جديدة – وإن كان قد بقي من الخَبَث الأمريكي الكثير – خصوصا في تبني أمريكا لبعض الأقليات وللفاسدين الخونة!.. ممن كانوا وما زالوا يملأون الجيوش - كالجيش المصري وغيره! ولذا فمن الصعب أن يتكرر فشل مؤامرات [ فرقة العمليات – الصليببة الصهيونية ] في تركيا – أن يتكرر في غيرها يسهولة– لاختلاف الظروف ..وإحكام[ غرفة العمليات] قبضتها على المفاصل الحساسة في كل بلد .. وتغلغلها في أكثر الأوضاع والزوايا ..ووضع وكلائها وحراسها وعيونها.. وإنفاق المليارات من [ ورق الدولار- الذي لا قيمة حقيقية له في الواقع ]!!

.. لقد أطلق بعض الانقلابيين الترك النار على بعض الشرطة والجيش والشعب وكثير من المؤسسات والمصالح كالبرلمان ومحطات التلفزة والفنادق ..إلخ- وربما كانوا من الأقليات- ..ولكنهم لم يكونوا مستعدين ـأن يفعلوا مثل ما فعله الانقلاب الموسادي المصري .. بحصد الشعب بالجملة وبلا رحمة – رجالا ونساء وأطفالا شيبا وشبانا ..إلخ – في جرائم إبادة في رابعة والنهضة وغيرهما .. – ربما- ظنا منهم أن الموساد وأمريكا الذين حرضوهم ..سيحمونهم إلى الأبد ..  ولكن ساعة القصاص قادمة ..وستطال كل ضابط وأمر وقائد ومسؤول ..وكل من شارك في تلك [الحملات الإجرامية ]..وكذلك كل من ثبت عليه إطلاق النار وقتل الشعب في أية مظاهرة أو موقع ..وهنالك ستكون تصفيات الخونة والقتلة .. ولترتاح مصر من بضعة آلاف من المجرمين سفاكي الدماء .. حتى لا يجرؤ أحد على تكرار جرائم القتل والتعذيب وهتك الأعراض وغيرها من الجرائم ..وذلك – حين يستتم الشعب المصري يقظته ويستجمع قوته ..وتزول عنه بعض كوابيس وأغلال الموساد والسي آي إيه..!التي بدأت تتقطع هنا وهنالك ! وتضعف قبضتها وتتراخى ويصيبها بعض الغفلة والإنهاك!!

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )!

وسوم: العدد 678