حلب الحصن المنيع بالدفاع عن الأمة العربية والإسلامية
معركة الحدث الكبرى في عهد سيف الدولة
ومعركة الراموسه الكبرى في عهد الثورة
معركتان غيرتا مجرى التاريخ
اعزائي القرّاء
في عام ٣٤٣ هجري شهدت حلب هجمة همجية رومية عالمية بمقياس ذلك الزمان فتعرضت حلب لغزوتين متشابهتين.
حصل الغزو الاول في عهد سَيْف الدولة الحمداني ،ونخطيء خطأ فادحاً اذا اعتبرنا ان سيف الدولة كان يحمل التطرّف الشيعي في مكوناته ،قد يكون في نفسه هوىً شيعياً معتدلاً ولكنه كان هوىً ممزوج بنفس عروبي شامخ ، وحتى ادعم قولي بالدليل
إليكم بيتاً شعرياً للمتنبي يصف فيه معركة الحدث الكبرى مع الروم والتي تماثل اليوم معركة الراموسة الكبرى فالمعركتان كانتا ذات هدف واحد وهو اخضاع حلب وكسر شوكتها العربية الاسلامية الصلبة .
اعود الى بيت الشعر الذي قاله المتنبي :
وكيف ترجى الروم والفرس هدمها *و ذا الطعن آساس لها ودعائــــم
فسيف الدولة اذن لم يفرق بين رومي وفارسي عندما يكون هدفهما النيل من ثغر من ثغور العرب والإسلام .
اعزائي القرّاء
كانت الحروب لا تكاد تهدأ بين سيف الدولة والروم والتى تمثل اليوم قوى تحالف الشر .
وكانت اهم معركة خاضها سيف الدولة ضدالروم معركة ( الحدث الكبرى ) ويرجع سببها إلى أن الروم استولوا على ثغر من ثغور الدولة العربية بجانب حلب يسمى ثغر الحدث ، وأرادوا هدم القلعة التي كان قد بناها سيف الدولة فخرج الأمير الحمداني في سنة 343 هـ ولقي الروم في معركة طاحنة وقتل وأسرالألوف من جنودهم وانتهت المعركة بهزيمة منكرة لجيش الروم ، ونصر مبين لسيف الدولة الذي أقام بعد ذلك بثغر الحدث حتى أعاد بناءه وأتم بناء قلعته.
إن هذه القلعة التي بناها وأعلى بناءها سيف الدولة سقيت بدماء الأعداء التي سالت عليها كما يسيل ماء المطر بينما رماحه تحطم رماح العدو , والقتل يتزايد حولها حتى كانت المنايا بحر متلاطم الأمواج . وبعد أن كانت ارض الحدث تعيش بسبب غارات الروم في اضطراب وفتنة أصبحت ساكنة وهادئة , إذ علق سيف الدولة على حوائطها جثث القتلى من الروم كما تعلق التمائم للمصابين بالمس والجنون هذا وصف المتنبي البليغ لانتصارات سيف الدولة ,
ويتابع المتنبي بأسلوبه البليغ : لقد هجرت الرماح لأنها تضرب من بعيد ,ولجأت إلى السيوف التي تقتضي قربا والتحاما بالعدو , فأعليت بذلك شأن السيف وحقرت شأن الرمح حتى لكان السيف يعير الرمح بقلة نفعه وجدواه
واليكم وصف المتنبي لمعركة الحدث بأسلوبه الرائع
اهدي قصيدته الى ابطال ارض الشام في حلب الذين صنعوا بصلابتهم وإيمانهم معركة حدث اخرى هي معركة الراموسة الكبرى والتي تفصلها عن ارض حدث سيف الدولة كيلومترات معدودة.
أتوك يجــرون الحديــد كأنمــــــــا **** سروا بجياد مالهــن قوائــــــــــم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهـــــــم **** ثيابهم من مثلها و العمائـــــــــــم
خميس بشرق الأرض و الغــــــــــرب ****زحفه و في أذن الجوزاء منه زمازم
تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمــــــــــــة **** فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجـــــــــم
فللّه وقت ذوب الغش نــــــــــــــاره **** فلم يبق إلا صارم أو ضبـــــــــارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنــــــــا **** و فر من الفرسان من لا يصــــــادم
وقفت و ما في الموت شك لواقــف **** كأنك في جفن الردى و هو نائــم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمـــــــــة **** و وجهك وضاح و ثغرك باســـــــم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهـــى **** إلى قول قوم انت بالغيب عالـــــم
ضممت جناحيهم على القلب ضمـــة **** تموت الخوافي تحتها و القـــــوادم
بضرب اتى الهامات و النصـر غائب **** و صار إلى اللبات و النصر قـــــادم
حقرت الردينيات حتى طرحتهــــــا **** و حتى كأن السيف للرمح شـــــاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنمـــــــا **** مفاتيحه البيض الخفاف الصــــــوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كلـــــــــــــه **** كما نثرت فوق العروس الـــــــدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى**** وقد كثرت حول الوكور المطـــاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتهــــــــــا **** بأماتها وهي العتاق الصــــــــلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونهــــــــــــا **** كما تتمشى في الصعيد الأراقـــــم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقـــــدم **** قفاه على الإقام للوجه لائـــــــــــم
يسر بما أعطاك لا عن جهالـــــــة **** ولكن مغنوما نجا منك غـــــــــــانم.
ايها الثوار الاشاوس في حلب
كل العقول والقلوب والسنة الدعاء معكم
ونصيحتنا لكم اياكم والفرقة
وكونوا يداً واحدة كما عهدناكم
والله معكم.
وسوم: العدد 681