عاد مُسيلمة يجرّ بأذياله ألف ألف مُسيـلِمة
الكذب أسُّ البلايا، وأمّ الخزايا، وهو أقصر الطرق وأقربها إلى جهنم، وهو والإيمان خصمان لا يجتمعان، وبينه وبين الرجولة والنخوة والمروءة فرقان.
فقد كثر في زماننا الكذب حتى أصبح فناً يتفاخر به البعض، ويتباهى أحدهم بقدرته وموهبته في إقناع الآخرين بقصصه وحكاياه المكذوبة، فإن ذلك دليل على ذكائه ودهائه وحنكته وقدرته على التأثير في مستمعيه، فالكذب بكلمات لطيفة، وبعبارات رشيقة، يعتبر لوناً من الإتيكيت الاجتماعي المطلوب، وقد يضفي على البنات الكذابات بُعداً جمالياً فيوحي بالحيوية والمرح والشقاوة المحببة؟!!!
وأصبح للزعماء والساسة أدوات ووسائل عديدة في ترويج كذبهم وخداعهم لشعوبهم، وخصوصاً بعد تطور أدوات التواصل في هذا العصر، وبات لكل زعيم جوقة من المطبلين والمزمرين والمروجين، ولكن ما يؤسفنا ويؤلمنا أن يتصدر هذا المشهد من يحسبون على العلم والعلماء يفصّلون من الفتاوى المقاسات المطلوبة وغير المطلوبة التي يتوقعون طلبها، ولا يكتفون بذلك بل يزخرفونها ويزركشونها ويطرزونها لتكون في حُلّة مقبولة يخدعون بها الجماهير ويلبسون عليهم.
وأمام هذا المشهد لا يملك مسيلمة بعد عودته إلا أن يقدم فروض الطاعة والتسليم لأساطين الكذب والدجل من مسيلمات زماننا، فالشيطان الأكبر يقف عاجزاً مأخوذاً مبهوراً مشدوهاً أمام كذبهم وتلفيقهم وفبركاتهم، وربما شعرت شياطين الجنّ بحاجتها إلى دورات تأهلية لتنمية المهارات وتطوير الذات على يد هؤلاء الدجاجلة.
وهؤلاء المنتفعون المتكسبون الطوافون على موائد المجرمين كُثر -وآسف لذلك كثيراً- ومن أمثلتهم في سورية الحبيبة مفتي النظام: أحمد حسون، ومن مصر الكنانة المفتي السابق: د. علي جمعة مثالاً.
ومن الجليّ الواضح بأن لأمثال هؤلاء من مسيلمات اليوم معلم واحد وملهم واحد، وهدف واحد، يأخذون أفكارهم وأوامرهم من مزابل متنوعة، توحدت آمالهم وأحقادهم، وتنوعت أساليبهم وأدواتهم.
فحسون الشام يرى في منامه حافظ الأسد وزوجته أنيسة مخلوف وابنهما “باسل” على ضفاف نهر “الكوثر” في الجنة يشربون المتّة وهم في سعادة لا تُدركّ؟! وماذا يفعل هؤلاء عند الكوثر يا حسون؟!! لم يشرح لنا مسيلمة الحسون ولكن ربما يكون ذلك مكافأة لهذه العائلة على ما فعلته ببلاد الشام وأهله من قتل وذبح وتنكيل وسجن وتشريد وهدم وحرق....!!! ونقل مسيلمة شحادة بأن الأسد قال لحسّون: سوريا أمانة في رقابكم، فقد أحسن القائد الملهم صنيعاً عندما أوكل الأمر إلى أهله فكلف الرجل المناسب لحماية سورية والزود عن بيضتها!!!
وكذلك مفتي مصر السابق يرى في منامه أيضاً ما يدعوه إلى تأييد السيسي فيقول في إحدى خطبه أمام السيسي: "لقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قِبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن قِبل أولياء الله، ومن قِبل أهل البيت الذين فرّوا إلى مصر يحتمون بها"، ولم يكتفي هذا المسيلمة بهذه الدرجة من الكذب بل زاد ببيان ولائه وأعطى السيسي فتوى بقتل المعارضين وقال: "اضرب بالمليان" وقال: "وطوبى لمن قتلهم وقتلوه".
أعوذ بالله من شّرهما وشرّ أمثالهما، فالكلام عنهما وعن صبيانهما لا تكفيه المجلدات ولكنها إشارة وإضاءة سريعة، ولنا وقفة قادمة بإذن الله مع الإعلام المدلس الكاذب ودوره في دعم الطغاة وتضليل عامة الناس، حفظ الله الشام ونصر أهلها وفرج كربتهم وسائر بلاد المسلمين.
وسوم: العدد 681