تنوير وتجديد وتألق في بيان مفتي السعودية

د. حامد بن أحمد الرفاعي

في بيان سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ..الذي وجهه للأمة بتاريخ 19 أغسطس 2014م وقدم له بمنطلقات جامعة جليلة..حيث قال:"إن المسلمين اليوم - والحال كما يعرف الجميع- في حاجة متأكدة إلى أن يتضلعوا علماً ومعرفة بهذا الدين القويم قبل أن يُعرِّفوا به غيرهم..ليس ذلك في المسائل والأحكام فحسب..وإنما في مقاصده العظيمة الواسعة..التي من أجلها شُرِّع وعليها أُنزل..فإن الله تعالى ما أرسل الرسل وشرَّع الشرائع إلا لإقامة نظام البشر..وتابع ليقول:"والمقصد العام للشريعة الإسلامية..هو عمارة الأرض..وحفظ نظام التعايش فيها..واستمرار صلاحها"وأكد سماحته قائلاً:"أن الأصل في الأشياء الإباحة..وأن الأصل في الإنسان البراءة..وهاتان القاعدتان هما أساس كل تشريع وحرية"بهذه الكلمات النيرات رسم سماحته وأصل للأمة معالم رؤيتها الربانية الإنسانية الخالدة..أجل جاء الإسلام ليُؤَنْسِنَ ويُعلمِمَ قيم العدل والرحمة والسماحة والأخوة من أجل قيم نظام بشري راشد..تُعمر به الأرض..ويتحقق على أساس منه تعايش بشري آمن..وتُصان به سلامة الأرض ويحول دون إفسادها..لقد قيل هذا الكلام من قبل مرات ومرات..ولكن طعمه ومذاقه وأثره يكون أبلغ في النفوس..أن تنطق وتصدح بها مرجعية دينية عالية المقام..راسخة العلم جليلة الاعتبار في نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..بوزن وقامة المفتي العام لدولة الحرمين الشريفين..ورئيس هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية دولة الكتاب والسنة..بكل تأكيد هذا أمر له أصداؤه ووقعه الإيجابي..وله دلالاته الناصعة في تأكيد حقيقة قيم ومبادئ وأخلاقيات رسالة الإسلام الإنسانية العالمية الآمنة..لذا أقترح على سماحته ان يكون له برنامج إعلامي واسع النطاق..يعرف من خلاله الناس بمنطلقات الإسلام الإنسانية العالمية الراشدة..أجل الناس كل الناس. والمسلمون كل المسلمين في حاجة متأكدة لفقه نيّر موضوعي تجديدي..يواكب العصر ويستجيب لتحدياته ومستجداته..من هنا نبدأ وبمثل هذا يُصححُ المسارُ بعون الله وتسديده.

وسوم: العدد 682