انتبه... للتدريب، الأسرة أولاً

د. محمد رشيد العويد

مما يحتاجه الزوجان في بداية حياتهما الزوجية أن يكونا شدِيدَيْ الحذر، لطيفين جداً في تعاملهما، لو طلب كل منهما من صاحبه طلباً.

وأضرب مثلاً لهذا الحذر بالسائق الذي يُصادف في طريقه السيارة التي يتدرب فيها شخص ما على السياقة، فإنه يقرأ لوحة على السيارة، أو فوقها، مكتوباً فيها: انتبه... للتدريب.

إنه يضاعف حذره، ويتوقع كل شيء من ذاك المتدرب على السياقة، لأنه لايملك الخبرة الكافية، كما أنه يعذره حين يجده يسوق بتمهل، فلايضيق من بطئه.

وأرجو من كلا الزوجين أن يتخيل هذه اللوحة كأنها مكتوبة فوق رأس صاحبه، وأن يقرأ فيها: انتبه... خبرته في الزواج قليلة.

إن إدراك كلا الزوجين الجديدين ذلك؛ يجعلهما أصبر، وأحلم، وأصفح.

ومما يؤكد الحاجة إلى استحضار هذا لدى الزوجين حديثَي الزواج، أن نسب الطلاق ترتفع في السنوات الخمس الأولى من الزواج، بسبب عدم إعداد الشباب والبنات للحياة الزوجية، وقلة خبرتهم فيها، وضعف علمهم بسُبل نجاحها، وربما انعدام تلك الخبرة وذلك العلم.

وإذا كنا نجد في سيارة التدريب على السياقة مدرباً يجلس مع المتدرب، وله مقود وكابح ليستدرك على المتدرب أخطاءه، أو يمنعه منها قبل ارتكابها، فإن المتزوج أو المقبل على الزواج، يحتاج حكيماً يبقى قريباً منه، يرجع إليه ليستشيره.

ولعل قرب الحكيم من الزوجين، ومتابعته لهما، يُسهم كثيراً في إنجاح زواجهما ومنعه من التعثر والإخفاق.

وقد يصعُب تحقيق هذا لجميع المتزوجين حديثاً، فلا أقل إذن من توفير أرقام هواتف لاستقبال استشارات الأزواج الجدد، أو حتى القدامى، بل حتى الذين لم يتزوجوا بعد ويريدوا أن يُعدّوا أنفسهم لينجحوا في تلك الحياة الجديدة عليهم.

إن ما ننفقه على توفير ذلك للأزواج والزوجات، مهما بلغ، يبقى أقل مما ننفقه على تزايد الطلاق وما يعقبه من تشرد الأطفال، وانهدام الأُسَر، وتخلخل بنيان المجتمع.

وسوم: العدد 683