هُويتنا بين الرمادية والوضوح
الهويّة ضرورة وفريضة:
أيها الإخوة الأكارم: إن من بدهيات الالتزام الفكري والثقافي، فضلاً عن التنظيمي، أن تكون هُويَّةُ أبناء التنظيم الواحد ذي الفكر الواحد والرسالة الواحدة؛ أن تكون واضحة محددةً موحدةً راسخةً.
فالهوية تعني تلكم الخصائص والسمات التي تُميز جهة ما، والعقائد والقيم التي تحملها، والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
وإذ كان هذا الأمر بدهياً فإن الذي يحدث أنه في لحظات اشتداد الخطوب، والتحديات وازدياد التضحيات على مستوى الأمة كلها، فضلاً عما يُلقى من شبهات واتهامات، ونتيجة التجارب المريرة التي تمر بها الأمة، بكل مكوناتها، ونتيجة الإخفاقات هنا وهنالك؛ فأمام ذلك كله فقد يحدث أن أبناء الفكرة الواحدة قد تجد من بعضهم تراجعاً أو تخلٍ عن بعض المبادئ والقيم، أو استسلاماً لواقع.
مواجهة التحديات والشبهات والإغراءات:
ولقد بيّـنَ سبحانه كم هي محاولات أعداء الله خطيرة، وكم مكرهم شديد في أن يحملوا الأمة أو بعضها على التنازل عن بعض هذا الدين، أو التخلي عن شيء منه في سياق الكثير من زُخرف القول، أو من خلال البطش الشديد، أو الإغراء الخطير، قال تعالى: ﴿ وَلَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ المَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ، وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ، سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ﴾ [الإسراء:74- 77]
وقال تعالى محذراً من التنازل عندئذ أو الانهيار أمام املاءات العدو: ﴿ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 49]
ومن هذه المنطلقات القرآنية رأينا ضرورة أن نتذاكر معاً في قضية الهُويّة؛ ضرورة أن تبقى واضحةً راسخةً واحدةً موحِدةً.
الهويّة في ضوء الأصول الشرعية:
إثر سقوط الرمز السياسي؛ الخلافة، وقد رزحت كثير من أقطار المسلمين تحت الاحتلال، وساد التخلف والجهل والتفرق قطاعات واسعة، وانعدمت الرؤية، أو اختلطت أو تقاصرت عند كثيرين؛ انطلقت جماعة "الإخوان المسلمون" وهي تتطلع إلى إعادة الحياة الإسلامية الراشدة، بمفهوم الإسلام الشامل، تنشد الإصلاح وقد وضعت نصب عينيها قوله تعالى:
﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]
وقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 116]
وتسعى لتتحقق بقوله تعالى:﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]
ولقد قامت هذه الجماعة واستقامت على أساس تحكيم شرع الله في كل شيء، والالتزام بهدي الكتاب والسنة الصحيحة، وما وافقهما، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1]
وقال تعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48].
الإمام البنا يجلي هوية الإخوان:
ونحن إذ نود أن نذكر إخواننا ببعض البدهيات فإن خير من يجلي ذلك الإمام المؤسس الشهيد حسن البـنّـا رحمه الله؛ مما يعين على استذكار أهم الحقائق في هذا الصدد:
مسؤوليات وخصائص:
قال الإمام البنا: "أيها الشباب إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة بها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها... ومن هنا كثُرت واجباتكم،... وعظمت تبعاتكم... وتضاعفت حقوق أمتكم عليكم ... وثقلت الأمانة في أعناقكم... و وجب عليكم أن تفكروا طويلاً وأن تعملوا كثيراً، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ... ".
ثم يقول: "سنربي أنفسنا ليكون منّـا الرجل المسلم، وسنربي بيوتنا ليكون منها البيت المسلم، ونربي شعبنا ليكون الشعب المسلم ..." .
"وقد أعددنا لذلك إيماناً لا يتزعزع، وعملاً لا يتوقف، وثقة بالله لا تضعف وأرواحاً أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله " .
ثم يقول: "يخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين قد حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة من العبادات الإسلامية ...؛ فالإخوان المسلمون لم يعرفوا الإسلام بهذه الصورة ... ولكنهم آمنوا بهِ عقيدةً وعبادةً، و وطناً وجنسية، وخُلقاً ومادةً، وثقافةً وقانوناً، وسماحة وقوةً، واعتقدوه نظاماً شاملاً يفرض نفسه على كل مظاهر الحياة، ينظم أمر الدنيا كما ينظم الآخرة... فهو عندهم دينٌ ودولةٌ، ومصحفٌ وسيف، وهم مع ذلك لا يهملون أمر عبادتهم، ولا يقصّرون في أداء فرائضهم" . {رسالة إلى الشباب صفحة 418- 424 من مجموع الرسائل، باختصار}.
الهوية الشاملة والرسالة المتكاملة:
ويقول الإمام رحمه الله: "وتستطيع أن تقول – ولا حرج عليك-: إن الإخوان المسلمين:
1- دعوة سلفية: لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.
2- وطريقة سنيّة: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة ... .
3- وحقيقةٌ صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب ... والحب في الله ... .
4- وهيئة سياسية: لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر إلى صلة الأمة الإسلامية إلى غيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة ... .
5- وجماعة رياضية: لأنهم يُعنون بجسومهم، ويعلمون أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف (كما في صحيح الإمام مسلم، رقم 4816) ... .
6- ورابطة علمية ثقافية: لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة... .
7- وشركة اقتصادية: لأن الإسلام يُعنى بتدبير المال وكسبه (وحسن إنفاقه) ... .
8- وفكرة اجتماعية: لأنهم يُعنون بأدواء المجتمع الإسلامي، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها." {رسالة المؤتمر الخامس صفحة 337 – 338، من مجموع الرسائل}.
كما أكد الإمام البنّـا في رسالته في مؤتمر طلبة الإخوان المسلمين على المعنى الشمولي لفهم الإسلام وأن الإسلام عقيدةٌ وعبادة و وطنٌ وجنسية وسماحة وقوة وخلقٌ ومادة، وثقافةٌ وقانون ... .
وأكد: "أن المسلم مطالبٌ بحكم إسلامه أن يُعنى بكل شؤون أمته، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" .
وقال: "وأعتقدُ أن أسلافنا رضوان الله عليهم ما فهموا للإسلام معنىً غير هذا، فبهِ كانوا يحكمون، ولهُ كانوا يجاهدون، وعلى قواعده كانوا يتعاملون، وفي حدوده كانوا يسيرون في كل شأنٍ من شؤون الحياة الدنيا العملية ... " .
فالسياسة جزء من الإسلام:
ثم يقول البنا : "بعد هذا التحديد العام لمعنى الإسلام الشامل، ولمعنى السياسة المجردة عن الحزبية أستطيعُ أن أجهرَ في صراحةٍ بأن المسلم لن يتم إسلامهُ إلا إذا كان سياسياً بعيد النظر في شؤون أمتهِ، مهتماً بها غيوراً عليها" .
وقد قال الإمام البنا هذا كله في ضوء مناقشته لمعنى الإسلام الشمولي، قائلاً: "فحدثوني بربكم -أيها الإخوان- إذا كان الإسلام شيئاً غير السياسة، وغير الاجتماع، وغير الاقتصاد، وغير القانون، وغير الثقافة فما هو إذن ؟!
أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر" . {ينظر رسالة مؤتمر طلبة الإخوان صفحة 232 – 233، من مجموع الرسائل}.
دعوتنا دعوة الإسلام:
ولقد أكد الإمام البنّـا أن دعوتنا هي دعوة الإسلام، وأن الإسلام "معنىً شامل ينتظم شؤون الحياة جميعاً، ويفتي في كل شأنٍ منها ،ويضع له نظاماً محكماً دقيقاً، ولا يقف مكتوفاً أمام المشاكل الحيوية والنظم التي لا بُدَّ منها في إصلاح الناس" . {رسالة دعوتنا، صفحة 129من مجموع الرسائل} .
ويؤكد الإمام البنا رحمه الله: "أن دعوة الإخوان المسلمين دعوةٌ عامة لا تنتسب إلى طائفةٍ خاصة، ولا تنحاز إلى رأيٍ عُرفَ عند الناس بلونٍ خاص.. وهي مع الحق أينما كان" .
مؤكداً أن الخلاف في فروع الدين أمرٌ لا بد منه ضرورةً {رسالة دعوتنا صفحة 142}.
معالم في الدعوة:
فما أحوجنا أيها الإخوة أن نعود مرةً أخرى إلى التأكيد على المعالم الخمسة الكبرى التي أعلنها الإمام البنا وتربّى الإخوان عليها وتمسكوا بها وتفاعلوا معها: (الله غايتنا، والرسول r قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا).
هويتنا على ضوء مشروعنا السياسي:
وانطلاقاً من هذه المعاني الشاملة لفهم للإسلام، تحددت هُويّة "الإخوان المسلمون"؛ فجاء المشروع السياسي لمستقبل سوريا ليؤكد على هذه المعاني، ومما جاء فيه : "فإن الإخوان المسلمون يؤكدون: أن الشريعة الإسلامية في مصدريها الخالدين: الكتاب والسنة؛ هي مصدر صياغة مشروعها الحضاري للتصدي لتحديات الواقع، وما فيه من أسن وركود، أو قهر وظلمٌ وبغي" {المشروع السياسي صفحة 19}.
كما أكد الإخوان المسلمون في مشروعهم السياسي هذا على جملة من المعاني التي تعبر عن هويتهم، وتوضح تصورهم الفكري، نقتبس منها المفاهيم التالية:
1- إن الإسلام دينٌ شاملٌ لكل جوانب الحياة ويُنظم العلاقة بين الإنسان وربهِ، وبين الإنسان والإنسان، وأنه عقائدٌ وعبادات، وشرائع وشعائر، ومعاملاتٌ وأخلاق.
2- كما يؤكدون أن الحكم العادل هو أحد الأهداف الكبرى في الإسلام، وأن الاستبداد السياسي هو عدوانٌ على كرامة الناس، وحقهم في اختيار النظام الذي يُريدون، فمن هنا كان الإسلام بقيمه وأحكامه خيرُ منطلقٍ لتأسيس الحكم العادل الذي يحقق مصالح الناس في الدنيا والآخرة.
3- ويؤكد الإخوان على منهج الوسطية والاعتدال وتبني منهج الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والتعاون والتناصح مع جميع العاملين للإسلام في ظل منهج الاحترام والتقدير.
4- وتتعامل الجماعة كذلك مع الحركات والأحزاب غير الإسلامية من منظور القواسم المشتركة في سبيل مصلحة الأمة والوطن، وهي تؤمن بالحوار الفكري السياسي والتفاعل الضروري بين كل عناصر الأمة.
5- وإذ تؤمن الجماعة أن أصول العقائد والعبادات ثوابت تؤخذ جملة واحدة، فهي تؤمن أيضاً أن الإسلام صالحٌ مصلح لكل زمان ومكان، ففي نصوصه وقواعده وأصوله من المرونة والشمول ما يُقدم حلولاً لكل مستجدات الحياة في إطار مقاصد الشريعة العامة، ومن خلال فقه الأولويات والمآلات، وفقه تغليب المصالح على المفاسد، والموازنة بين المصالح نفسها. { المشروع السياسي لسوريا المستقبل صفحة 34 – 39 باختصار وتصرف يسير}.
وبعد، فهذه هويتنا:
في ضوء هذه المنطلقات جميعاً نحدد هُويتنا ورؤيتنا ورسالتنا:
الإخوان المسلمون جماعة من المسلمين، تؤمن بالإسلام بمفهومه الشامل، عقيدة وعبادة، وشريعة وشعائر، وقانون وأخلاق، دين ودولة، وهي تجتهد ليكون منهج الحياة للأفراد والمجتمعات والدول، بالدعوة والحوار، والحكمة والموعظة الحسنة، مرجعيتها الكتاب والسنة، تلتزم مناهج أهل السنة في الاجتهاد، مع مراعاة المقاصد والموازنة بين المفاسد والمصالح العامة والخاصة، ومستجدات الحياة.
فإذا قيل ما موقفكم من السياسة؟ فالسياسة عندنا خدمة الأمة ومصالحها، بالوسائل المتاحة الصحيحة شرعاً، وهو واجب لن نألوا جهداً فيه، في إطار من الاعتدال والوسطية التي هي خصيصة من خصائص ديننا، وهي في ذلك تسعى للارتقاء بالأمة وتحقيق مصالحها وعزتها وحريتها وكرامتها.
وإذا قيل فما موقفكم من الجهاد؟ قلنا: الجهاد في مفهوم الإسلام أعم من القتال، وهو ذروة سنام الإسلام، وهو واجب بضوابطه المقررة عند علماء الأمة؛ عندما تتوافر أسيابه ومقتضياته، ووسائله الصحيحة. وإذ يخوض شعبنا في سوريا جهاداً عظيماً مقدساً؛ نؤكد على مشروعية هذا الجهاد وقدسيته، وحق شعبنا في تحقيق حريته وكرامته، وتحقيق العدالة التي ينشدها للتخلص من الظلم والاستبداد؛ ليكون قادراً على اختيار منهج الحكم والحياة التي تُرضي الله سبحانه وتعالى منهجٌ؛ لا يُظلم فيه أحد، منهجٌ يكون الجميع فيهِ متحققين بقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103]
وقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ﴾ [الحج: 41]
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]
وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173].
والله أكبر ولله الحمد
وسوم: العدد 685