( بليع الأرض ) صحابي في الجنان !!
الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، كانوا ومازالوا وسيظلون مصابيح للهدى والنور ،
لكل الناس في كل زمان ، وكل مكان ، ليعلم الناس كل الناس ، أنهم بحق الذين قال فيهم المولى جل شأنه :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس )
قصة هذا البطل رضي الله عنه أقدمها للأبطال ، للثوار كل الثوار ، للمجاهدين ، لمن أراد منهم الأخرة ...
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه
صقرا توسّط في الأنصار منصبُه
سٓمحٓ السّجيّة محضّا غير مُؤتَشَب
صحابي جليل ، وأحد الأنصار الصادقين ، من أوائل الذين اسلموا وجاهدوا ، ولازموا المصطفى عليه السلام ، عذب الروح ، قوي الايمان رضي الله عنه .
كان جنديا باسلا ، ومقاتلا شجاعا في غزوة بدر ، قتل الحارث بن عامر بن نوفل .
هذا البطل نزل فيه قول الحق تبارك وتعالى ( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ماأصابهم القرح ، للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ١٧٢ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ١٧٣) آل عمران .
أراد المصطفى عليه الصلاة والسلام أن يعرف نوايا قريش واستعدادها لغزو جديد ، فاختاره صلى الله عليه وسلم ضمن عشرة في سرية استطلاع ، واقتربت السرية من مكة ، فوصل خبرهم إلى القوم .
أخذوا يطاردونهم ، حاصرهم الكفار ، وطلبوا تسليم أنفسهم وأعطوهم الأمان ، كما يطلب ديمستورا اليوم من فتح حلب الاستلام والمغادرة !!؟؟؟؟
سألوا أميرهم فقال ( اسمعوا ياقادة الكتائب ، اسمعوا ياأنصار المفاوضات )
قال الأمير : أما أنا فو الله لا أنزل في ذمة مشرك !!!! اللهم أخبر عنا نبيك .
لم يستسلموا !!!
ولم يفاوضوا !!!
فرماهم الكفرة بالنبال كما يفعل الروس والمجوس اليوم في شرق حلب !!!
فاستشهد منهم سبعة ، ولم يبق إلا ثلاثة ، حاول أحدهم الهرب فقتله البغاة .
ثم ربطوا بطلنا ومعه زيد ، وساروا إلى مكة وباعوهما هناك ..
اشتراه بنو الحارث ليأخذوا بثأر والدهم الذي قتله يوم بدر ، وقيدوه بالحديد ، ولم يقتلوه حتى ينتهي الشهر الحرام .
دخلت عليه إحدى بنات الحارث وهو في قيده ، فخرجت مشدوهة تقول : والله رأيته يحمل عنقودا كبيرا من عنب يأكل منه ، وما بمكة ثمرة عنب واحدة ، وما كان إلا رزق من الله ( البخاري )
في يوم مقتله راحوا يساومونه على إيمانه ، ويعدونه بالنجاة أن أترك دين محمد ..
اسمع يامن قلت : الشمس ستشرق من موسكو ؟؟
وقد أشرقت دمارا وارتجاجا ولهبا ؟؟؟
البطل ظل متمسكا بدينه ومبادئه إلى آخر لحظة من حياته .
وصلبوه ...
استاذنهم بالصلاة فأذنوا له ،
فصلى ركعتين في خشوع ، وقال :
اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا
وأنشد :
ولست أبالي حين أقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي
ولست بمبدٍ للعدو تخشعا
ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي
قالوا له أتحب أن محمدا مكانك ؟؟؟
يقول البطل :
والله ماأحب أن يصاب رسول الله بشوكة
وتقدم أحد المشركين وضربه بالسيف فسقط شهيدا ، في مشهد دموي شهده كبار كفار قريش في منطقة التنعيم !!!
وبقي جثمانه على الخشب ...
وعلم المصطفى بذلك ، أخبره جبريل الأمين ، فأرسل الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو رضي الله عنهما لانزاله ، حمله الزبير على فرسه وسار به ، ولما لحقهما المشركون قذفه الزبير فابتلعته الأرض ، فسمي ( بليع الأرض )
وحملت روحه الملائكة إلى أعالي الجنان ،
إلى الحور العين رضي الله عنه .
كان أول من صلب في ذات الله ...
وأول من سنّ الصلاة قبل الموت صبرا
إنه بطل الأبطال ، الصحابي الجليل ،
الأنصاري الصادق ، من قبيلة الأوس ،
التي كان يرأسها سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه .....
رضي الله عنك ، أيها الشهيد ، أيها الأسير ، أيها البطل ( خبيب بن عدي ) ، ففيك قول الحق نزل ....
أسكنك المولى فسيح الجنان مع المصطفى العدنان عليه السلام والرضوان
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 689