المطالعة ضمن المنهاج الدّراسيّ

ومن خلال أبناء شقيقيّ داود وراتب، علمت أنّ المطالعة تدخل ضمن المنهاج الدّراسيّ، ولها علامة في الشّهادة، وتؤثّر على معدّل التّلاميذ، ففي الصّفوف الابتدائية الأولى في مدرسة "جمعيّة الأقصى" الواقعة بجانب مسجد في حيّ الغالبية العظمى من سكّانه عرب، وغالبيّتهم فلسطينيون في "بريدج فيو"، إحدى البلديّات الواقعة في فلك بلديّة شيكاغو، وهي مدرسة خاصّة تتقاضى رسوما شهريّة تبلغ ستمائة دولار على كلّ طالبة وطالب، وتدرّس المنهاج الأمريكي مضافا إليه مادّتي التّربية الاسلاميّة واللغة العربيّة.

وضمن المنهاج الأمريكي هناك حصّة أسبوعية للمكتبة، وأخرى للرّسم، وتُخصّص للطلبة من الصّفّ الأوّل إلى الثّالث الابتدائي كتب قصص للأطفال، على الأهل أن يشتروها لأطفالهم، ويعطى كلّ طفل نموذج يحوي أيّام الشّهر كاملة، مطلوب من الأهل أن يعبّئ كلّ واحد منهم يوميا مع توقيعه، اسم الكتاب الذي قرأ فيه لابنه وعدد الصّفحات، وفي المدرسة يجري نقاش مع التّلاميذ عمّا قرأوه أو قُرئ لهم.

وبعد الصّفّ الثّالث الابتدائيّ تخصّص للتّلاميذ مجموعات قصصيّة أو روايات، عليهم قراءتها وتقديم امتحانات بها، ولكي لا ينقطع التّلاميذ عن المطالعة، فإنّه تخصّص لكلّ تلميذ روايتان في العطلة الصّيفيّة تناسبان عمره، ويقدّم فيهما امتحان في أواخر شهر تمّوز-يوليو- أو عند بداية العام الدّراسيّ –حسب رغبته.

ومن الصّفّ الابتدائيّ الأولّ يطلب من التّلاميذ أن يكتب كلّ منهم قصّة أو قصيدة، أو أن يرسم لوحة، والهدف من ذلك هو اكتشاف المواهب في سنّ مبكّرة، لتنميتها والأخذ بيد أصحابها في مدارس متخصّصة، والذي يشعر المعلم بقدراته الكتابيّة أو في الرّسم، يرفع ذلك إلى الدّائرة التّعليميّة المسؤولة عن مدرسته، حيث هناك مختصّون يقيّمون ذلك، وإذا ما رأوا شيئا جيّدا، فإنّهم يطبعونه في كتاب، على ورق مصقول، ورسومات مفروزة الألوان، وغلاف مقوّى، ويوزّعونه، ويعطى الطّفل المبدع مكافأة ماليّة مجزية، وهذا ما حصل مع علاء ابن شقيقي داود، حيث صدرت له قصّتان الأولى وهو في الثّالث والثّانية وهو في الرّابع الابتدائيّ. وهذا ما حصل أيضا مع شقيقته هناء الذي تبدو عليها بوادر النّبوغ العلميّ، وحصلت على جائزة ماليّة ٣٥٠٠ دولار وهي في الصّف الثّامن.

سألت معلّمة فلسطينيّة في مدرسة "جمعيّة الأقصى"عن مدى محافظة الطلبة على الكتب في حصّة المكتبة، وهل يطالعون فيها أم يقضون وقتا؟ فلم تفهم سؤالي، وبعد تكرار وتوضيح، استغربت السّؤال؛ لأنّ الحفاظ على الكتاب ثقافة مغروسة في عقليّة التّلاميذ، فلا يمكن أن يقوم تلميذ بالخربشة على كتاب، أو محاولة تمزيق صفحة منه.

وبعد هذا كيف نتساءل عن كيفيّة تنمية ثقافة المطالعة عند أبنائنا؟

وسوم: العدد 693