مؤتمر القمة الإسلامي هذا البحث بإشراف شاعر الإنسانية الأستاذ عمر بهاء الأميري
بحثي حول " مؤتمر القمة الإسلامي ": الذي أعددته بدار الحديث الحسنية العتيد، في الفقه الحضاري، بإشراف أستاذي الدكتورالجليل و العلامة النحرير، و شاعر الإنسانية الكبيرعمر بهاء الدين الأميري - رحمه الله :
- يعيش العالم الإسلامي اليوم فترة حاسمة تعتبر من أدق الفترات و أحرجها في تاريخه، إذ يقف وقفة الحائر المتردد، في مفترق طريق متشعب البنيات، باحثا عن الجادة، التي طمست معالمها الإديولوجيات المتصارعة، و المؤامرات التي يحيكها له في الخفاء، الثالوث الرهيب: الصهيونية العالمية، و الصليبية العالمية، و الاستعمار العالمي، الذي عمل و يعمل بمختلف الوسائل، و على جميع المستويات، و انطلاقا من عدة جبهات، على تفتيت العالم العربي و الإسلامي، و هدم كيانه، و استيلاب أبنائه و تشتيت شملهم شذر مدر، و تفريقهم أيدي سبإ و طرائق قددا، بواسطة مبادئ و شعارات جوفاء مفرغة من محتواها ومعناها - التي ليس لها منها سوى المظهر الفارغ و البريق الخادع، أو هي كسراب بقيعة يحسبه الظمىن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا "، كالقومية العربية، و العلمانية: و، شعارها: " الدين لله و الوطن للجميع "، إلى غير ذلك من الشعارات المضللة، التي نشرت البلبلة، و زجت بالعالم العربي و الإسلامي في غياهب تيه مريب، حتى صار " كالقطيع بلا راع ، و السفين بلا ربان "، منذ ما ينيف على قرن من الزمن، وتركته مهيض الجانب كسير الجناح، يحاول اللحاق بركب أمم العالم المتمدن، و يطمح لاستعادة أمجاده التاريخية الخالدة، و يسعى للوحدة، بدافع من حنينه لبعث و إحياء الخلافة الإسلامية، كأرضية للانطلاق نحو تحقيق آماله العريضة، و احلامه الوردية المجنحة، التي لا يمكن ان تتحقق إلا بتوحيد صفوف الأمة في اتحاد فدرالي، تحت قيادة عربية إسلامية رشيدة موحدة- لا شرقية و لا غربية - و إلا إذا عملت على استئصال ذلك السرطان الخبيث، الذي عمل الثالوث الرهيب المذكور، على إفساله في كيان الأمة العربية الإسلامية، ليستنزف طاقاتها، و يمتص دماءها، و ينهب ثرواتها و كنوزها و خيراتها، و يعرقل موكب مسيراتها: التنموية، و مسلسلاتها الديموقراطية، و إقلاعها الاقتصادي، و سيرها الحثيت قدما إلى الأمام، لاستعادة أمجادها تاتاريخية الخالدة، والمكانة اللائقة بها في مقدمة ركب أمم العالم الحر المتقدم ، و حتى تكون كما أراد الله لها أن تكون: " خير أمة أخرجت للناس ". ( يتبع ).....
وسوم: العدد 694