‎هكذا نجحت في تغيير زوجها


د. محمد رشيد العويد

‎اتصلتُ بك قبل ثلاث سنوات أستشيرك في زوجي الذي كان لا يحسن إليَّ ، وينشغل عني ، ولا يعمل بكثير مما يأمره به الله سبحانه .
ومازلت أذكر كلامك لي وأنت تصبرني وتوصيني بالدعاء له ، وتنصحني بالتذلل إليه ، وزيادة القرب منه ، ومقابلةِ إساءته إلي بالإحسان إليه .
وحين كنتُ أعبر لك عن يأسي من صلاحه ، وعن أن عملي بما تنصحني به لن يزيده إلا تقصيراً وإهمالاً وقسوة ؛ كنت تطمئنني بأنه سيتغير شريطة ألا أستعجل ذلك ، وتبشرني بالأجر العظيم الذي يكتبه لي سبحانه إذا صبرتُ عليه وأحسنتُ تبعلي له .
وعملت بما نصحتني به ، فصرت أتقرب إليه ، وأقابل إساءته بالإحسان ، وغضبه بالحلم والغفران ، وإهماله حقوقي بأدائي حقوقه عليَّ ، حتى صرتُ له مثل الخادمة المطيعة .
ولم تمض أسابيع قليلة حتى بدأ زوجي يتغير ، صار يحسنُ إليَّ ، ويتقربُ مني ، ويعتذر عما كان يصدر منه نحوي .
ولم ينته الشهر الثالث على عملي بما نصحتني به حتى التزم زوجي بالصلاة ، وصار يصوم بعض أيام الاثنين ، وزاد رفقُه بي وعطفه عليَّ إلى درجة أنه صار يبكي عندي بل ويقبل يدي وهو يقول لي : لقد ظلمتك كثيراً فسامحيني .
لكن فرحتي بتغير زوجي لم تكتمل إذ أنه قتل في حادث مروري مروع وقد ترك خلفه خمسة أطفال أعمل اليوم من أجل تربيتهم وتنشئتهم .
وأحب أن أذكر ما خرجت به من هذا كله لعل أخواتي يستفدن منه في حياتهن .

‎أولاً : ينبغي أن لا يغيب عن كل زوجة أن صبرها على زوجها واحتسابها هذا الصبر سبب في كسبها الأجر الكبير والثواب العظيم .
ثانياً : أقول لكل زوجة : أحسني إلى زوجك وإن أساء إليك ، وتقربي إليه وإن ابتعد عنك ، فلا بد أن يعود إليك مهما هجر وأهمل وقصَّر .
ثالثاً : لا تعلقي آمالك إلا بالله تعالى ، ولا تركني إلى أحد من البشر ، وتذكري دائماً أن كل شيء هالك إلا وجهه الكريم سبحانه .
رابعاً : لا تستشيري إلا أهل الحكمة والتقوى ، فحينما كنت أستشير بعض زميلاتي وجاراتي كن يحرضنني على زوجي وعلى عدم مواصلة حياتي معه . ولما استشرت الأخ محمد العويد أشار عليّ بما نفعني في دنياي وآخرتي ، فقد صار لي زوجي كما أريد ، ومات وهو راض عني ، وهذا ما يجعلني أرجو أن يدعوني ربي يوم القيامة لأدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت وأحببت .

‎هذا ما قالته لي هذه الزوجة التي صبرت على زوجها وأحسنت إليه فتغير حتى صار لها مثل ما تتمنى وتريد .
أنقله إلى الزوجات الفاضلات عسى أن يـفعلن مثـلها فيصبرن على أزواجهن كما صبرت فـيكسبن كما كسبت ، يكسبن رضا ربهن عنهن وتغير أزواجهن لهن .
شرح الله صدرك أيتها الزوجة الغالية لطاعة زوجك ، وأعانك في الصبر عليه ، وشرح الله صدره لك ، وملأ قلبه بحبك .

وسوم: العدد 696