أحداث حماه ١٩٦٤ من مذكرات أكرم الحوراني
.............احداث حماه 1964.....ص3321
كان ذلك عندما كتب احد طلاب مدرسة عثمان الحوراني على اللوحة لا حكم الا لحزب البعث، فشتم طالب آخر هذا الحزب وكتب لا حكم الا لله، فاعتقلت السلطات الطالب وجرت مداخلات كثيرة لاطلاق سراحه، ولكنها لم تثمر بل اصدر شبلي العيسمي وزير التربية والتعليم قرارا بنقل عدد من مدرسي الدين في المدينة، فأضرب طلاب المدارس الرسمية والخاصة احتجاجا على ذلك، وبعد يومين من الحادث خرج المصلون من صلاة الجمعة بمظاهرة احتجاج قمعها الجيش بقسوة، سقط على اثرها قتيل وبعض الجرحى، فأضربت المدينة اضرابا عاما اشتركت فيه جميع فئاتها وعندما حاولت السلطات فتح بعض المتاجر بالقوة اصطدمت بمقاومة مسلحة مما ادى الى دخول الجيش الى المدينة ولا سيما احياءها القديمة، ثم عزلت حماة عن الخارج تماما، ولكن الاخبار بدأت تتوارد عن البيوت التي تهدم، وعن الجوامع التي تقصف، فحاولت ارسال شاب لاستطلاع ما يحدث في المدينة، فعاد الي وهو يبكي ويقول لم استطع دخولها ولكن اصوات القصف تملأ اجواءها.
لقد كانت المساجد في سورية خلال الاستعمار الفرنسي المكان الذي يلجأ اليه المتظاهرون ... اذكر ذلك جيدا خلال مظاهرات دمشق عام 1936 التي اشتركت فيها عندما كنت طالبا في كلية الحقوق، كان المتظاهرون يلجأون الى الجامع الأموي عندما تشتد المطاردة فيقف الجنود الفرنسيون والسنغال امام ابوابه لا يطأون حتى اعتابه.
لم يحدث ذلك في حماة عندما التجأ المقاومون الى المساجد، فعندما اعتصم الشيخ مروان حديد مع بعض انصاره في جامع السلطان حاصرت الدبابات الجامع وقصفته بالمدافع.
وسوم: العدد 699