وزيرة انقلابية سابقة تدعو لسرعة ذبح المسلمين !
تتساءل أول وزيرة إعلام بالانقلاب العسكري الدموي الفاشي في مقال لها بالمصري اليوم 11/1/2017: هل يمكن فعلاً أن تمرّ مرور الكرام تلك الجريمة البشعة الخاصة بذبح مواطن في الطريق العام بيد رجل عاطل يدّعى التخلف ويقر بأنه يقيم عليه الحدّ بيده لأنه استمع إلى أحاديث شيوخ الزوايا بتكفيره كمسيحي وبقتله لأنه يبيع الخمر؟.
هل يمكن أن تمر هكذا أيام وراء أيام دون أن تكون تلك الحادثة هي محورا للتصرف السريع والقاطع والباتر والعلني تجاه فاعل هذه الجريمة والأهم من وراءه، حتى يكون ويكونوا (؟) عبرة لمن يريدون استباحة الشارع المصري ومواطنيه ومواطناته تحت دعاوى تطبيق الحدود وتنفيذ الشرع؟.
تشير درية شرف الدين الوزيرة الناصرية ابنة التنظيم الطليعي للاتحاد الاشتراكي إلى حادثة الشخص المعتوه الذي قتل شخصا نصرانيا قبل أسابيع في الإسكندرية يبيع الخمور! الوزيرة الانقلابية تدعو إلى سرعة الحسم والبتر والقطع ، لأن المسألة في رأيها عدوان إسلامي على الأقلية النصرانية، ويجب تفعيل محاكم التفتيش لردع المسلمين الإرهابيين المتطرفين حتى يكونوا عبرة في العالمين!
لم تكن الست درية وحدها التي رفعت صوتها لتفعيل محاكم التفتيش الانقلابية . شاركها سماسرة الثقافة والفكر والأدب ، ونعال البيادة الشباب والشيوخ تملقا للمرشد الأعلى للانقلاب – أعني رئيس الكنيسة الأرثوذكسية – وتقربا إلى ملكوته الجميل!
تطوّح المتنصّرون واليساريون والشيوعيون والانتهازيون في حلقات الولاء للكنيسة بسبب قتل المواطن لمعي الذي ندينه وندين قتل أي إنسان بغير محاكمة عادلة تتوفر فيها الضمانات القانونية والإنسانية . ونؤمن أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فقد قتل الناس جميعا، ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا .
لكننا - نحن عامة الناس البائسين في هذا الوطن التعيس – نرفض التفرقة في الاهتمام بالقتلى. فالذي يهتم بالنصراني يجب أن يتسق ضميره ويستيقظ في الاهتمام بقتل المسلم الذي ليس له بابا ولا كنيسة. الوزيرة الناصرية الطليعية حين تهتم بالقتيل لمعي، يجب أن تهتم أيضا بمن يقتلهم النظام الانقلابي داخل بيوتهم وفي الشوارع والميادين وسجون الأسر وزنازين الاعتقال تحت مسمى تصفية أو تبادل إطلاق النار أو الإهمال الطبي أو التعذيب.
خرجت الوزيرة السابقة أيام توزيرها على الناس لتزف أخبار إذلال المسلمين في مصر بالقوانين الانقلابية الجائرة التي استباحت دماء الآلاف في الحرس والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس والفتح والقائد إبراهيم، وأظنها سمعت صرخات الطفل رمضان في رابعة وهو يرجو أمه التي قتلها الانقلابيون الدمويون أن تستيقظ ويستحلفها بالله أن تصحو من نومها الذي لا يعلم أنه كان أبديا! لقد باركت الوزيرة الناصرية قتل الآلاف واعتقال عشرات الآلاف من الأبرياء وتعذيبهم ومداهمة مئات الآلاف من البيوت الآمنة ومصادرة أموال المسلمين وممتلكاتهم ومؤسساتهم الخيرية ومستشفياتهم وكلها كانت تصب لصالح الفقراء والمحتاجين في الوطن الذي صار فقيرا بفعل الحكم العسكري منذ عهد البكباشي حتى اليوم! إنه الانتقام الأسود من المسلمين لأنهم يريدون الحرية والديمقراطية والكرامة والعزة والاستقلال..
وإذا كانت الست درية تدعو إلى سرعة الذبح والبتر والقطع، فهناك من السماسرة والكلافين في حظيرة الثقافة من امتهن الكذب الفاجر والتحريض الرخيص والانتهازية الفاقعة، ولنتأمل ما يقوله بعضهم عما يسميه الجرائم الشنعاء التي ترتكب في حق المسيحيين المصريين(؟) وتواترت حتى أصبحت كأنها طقس بدائي يؤديه من يرتكبونها جهارا نهارا، وازدادت بشاعة وشناعة يوما يعد يوم. كنائس تحرق، وأرواح تزهق، ومحلات تسرق، ومنازل تهدم، وأسر تهجر، ورجال ونساء وحتى أطفال يتعرضون لما نعلم جميعا أنهم يتعرضون له. ويواصل الكذاب الأشر: كيف يستطيع مثقف مصري أن يتجاهل هذا الخطر الذى لم يعد جرائم ترتكب في الخفاء، كما رأينا في الجريمة الوحشية الأخيرة التي ارتكبت في الإسكندرية وذبح فيها شخص جاهل لا يقرأ ولا يكتب بائع خمور مسيحيا على قارعة الطريق في شارع يحمل اسم خالد بن الوليد وهو اسم له معنى في هذه الجريمة وله دلالة(!). والقاتل يستخدم سكينا ويهلل ويكبر وهو يحز رقبة ضحيته من الخلف ويريق دماءه ويقول في التحقيق إنه أنهى حياته ليقيم حدود الله؟!
أين أمثال هذا المثقف الدعي من قتل المسلمين واستباحتهم وقتلهم جهارا نهارا باسم الأمن والنظام والانقلاب؟ أين ضمير هذا المثقف الذي مات منذ احترف الارتزاق والانتهازية والكذب، وتقلب في كل الأحزاب وعمل لكل السلاطين واستُعْمل للوشاية وكتابة التقارير؟ إن أولئك المثقفين النصابين الذين صنعتهم النظم العسكرية على مدى ستة قرون لا يستحقون شرف الانتماء للكلمة المحترمة المتوضئة. إن من ينهض لمقتل غير مسلم، ويتجاهل مقتل آلاف المسلمين لهو انتهازي خسيس يبيع حروفه المسمومة للقتلة والجلادين بضمير ميت لا يمكن أن يصحو أو يستيقظ .
إن مقتل لمعي الذي صبغوه بوحشية المسلمين المدعاة، له نظائر كثيرة على الجانب الإسلامي تنشرها الصحف يوميا، ولم يربطها أحد بعقيدة دينية أو فكر إسلامي، وأنقل هنا ما نشرته صحيفة إلكترونية انقلابية في يوم واحد الخميس 12/1/2017 بعيدا عن حوادث المخدرات والنصب والاحتيال والمعارك والمخدرات وغيرها:
حبس سائق 4 أيام لاتهامه بذبح زوجته وطفلته لشكله في سلوكها بالدويقة. تجديد حبس الزوج المتهم بقتل زوجته بسم الفئران في الشرقية. العثور على طفلة متغيبة منذ أيام مذبوحة داخل كرتونة بترعة الفؤادية بقنا. حبس 5 متهمين بقتل ربة منزل بعد تعذيبها بالغربية. المتهم بذبح زوجته وطفلته بالدويقة: "قالتلى معايا شخص بالمنزل فقتلتها". أم طفل توفى شنقًا بحبل الغسيل أمام النيابة: "كنت مشغولة في أعمال المنزل". حبس المتهم بقتل ابنه في أوسيم 4 أيام على ذمة التحقيقات. المؤبد لشخص شرع في قتل شقيقته وقتل زوجها و3 سنوات لمعاونه بأسيوط. جنايات القاهرة تقضى بإعدام "لص" اغتصب ربة منزل وقتلها لسرقتها في المقطم. السجن المشدد 15 عاما لمتهم بقتل زوجته وإصابة شقيقته في أسيوط. المشدد 10سنوات لطالبة جامعية قتلت شابا هددها بـ"صور فاضحة". مدير مباحث قنا: طليقة والد الطفلة شهد وراء ذبحها مع الطفلة شروق. نيابة العجوزة تأمر بحبس المتهم بقتل شقيقته بسبب "ريموت التلفاز" 4 أيام.
من المؤكد أن الست درية ومعها السماسرة والكلافون؛ لا تعنيهم أرواح القتلى والمذبوحين في مثل هذه الجرائم ، لأن الضحايا أولا مسلمون، وثانيا لأنهم من المواطنين "درجة ثانية". هنيئا لدرية ومن معها الانتقاض لاستدعاء محاكم التفيش واستعجالها لذبح المسلمين من أجل لمعي ومباركتها مقدما.
الله مولانا. اللهم فرّج كرب المظلومين. اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم!
وسوم: العدد 703