خطاب ترامب والضربة القاضية في الملف الفلسطيني
توقع الاعلام العبري وبعض المحللين في الكيان، من الرئيس الأمريكي اترامب الاشارة لأهمية العلاقة مع دولتهم، وترسيخ مبادئ الحرب على (الإرهاب) في خطاب التنصيب ليلة أمس.
تعرض الرئيس الأرعن، للثانية وأغفل الأولى في إشارة ليست مهمة ولا يمكن التعويل على أسبابها ولا الاستبشار بنتائج لها على صعيد الملف الفلسطيني.
اليقوم به، ولقدرة اللوبي اليهودي على التأثير في حركة السياسة الأمريكية والاقتصاد مما وفر لدى راسم السياسة في الولايات المتحدة قناعة للامريكي بأهمية الكيان في منطقة استراتيجية لأي حركة استعمار على الأرض.
في المقابل راكم العرب فشلا ذريعا في فهم مفاصل السياسة الأمريكية، وكيفية التأثير فيها، فظل العربي تابع بوزن خادم للسياسة الأمريكية، مأمور بوزن العبد للاسف - أنا هنا أشير إلى الأنظمة العربية والأحزاب المختلفة ذات العلاقة مع الولايات المتحدة-، الأمر الذي انعكس استراتيجيا على الملف الفلسطيني وآلية ردع الاحتلال، هذا الواقع وفر مساحة ضغط يريدها الاحتلال، فحصل عبر استخدامها على موازنات عسكرية هي الأكبر في الدعم الخارجي الأمريكي، بالإضافة إلى دعم اقتصادي مباشر وغير مباشر يعد الأهم للاقتصاد الإسرائيلي على صعيد الثقة الدولية، والضمانات في مؤسسة المال العالمية.
الفشل العربي، وثابت السياسة الأمريكية في هذه المرحلة، بالإضافة لرئيس أرعن كترامب يصعب البناء منطقيا على توجهات السياسة الأمريكية في ظله في الملف الفلسطيني والملفات الشرق المفتوحة، إلا أن المشهد من خلال المعطيات العامة عن فريق عمل الرجل وتصريحاته التي جمعت بين المتناقضات والثوابت فإننا أمام توقع الآتي على صعيد الملف الفلسطيني:
أولا: استمرار دعم الكيان اقتصاديا وأمنيا في المستوى الذي قدمه أوباما وقد يزيد.
ثانيا: سيكون الدعم السياسي كبيرا أيضا خاصة في المحافل الدولية من خلال تأكيده على ثابته من خلال استخدام الفيتو في مجلس الأمن، كما ستعمل مكنته على تطويع أوروبا في ملفات المقاطعة وغيرها.
ثالثا: سيأخذ الكيان حيوية في قضايا الاستيطان زيادة عما كان، كما سيمهد الحال لحركة تهويد في مدينة القدس ستكون الأكبر منذ سنوات.
رابعا: سيتراجع الملف الفلسطيني في السنوات الثلاثة من حكم اترامب(داخل أروقة السياسة الأمريكية) بشكل كبير لصالح ملفات الشرق، وإن سيحدث محاولات ضاغطة على الفلسطينين في المرحلة القادمة.
خامسا: الحالة الداعمة لحصار غزة والمقاومة ستظل على حالها بل ستكون أكبر.
ترامب بلاشك لن يكون النشاز الأكثر مشاهدة، في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، كون الأخيرة الظهير الفاعل والداعم الأهم للاحتلال الصهوني، لكن ما نوقنه بأن الحالة القادمة بالغة التعقيد وفيها هواجس يجب الاستعداد لها.
الحالة الفلسطينية في المقابل في حالاتها الأصعب، في ظل الانقسام، وفي ظل ضعف بنية المؤسسة الفلسطينية، و في ظل عدم جدية بناء خيارات تصحح مسارات الخطيئة المقترفة اليوم.
الواقع الفلسطيني يحتاج إلى تغييرات جوهرية، لا يديرها السقف القيادي الحالي، بل يحتاج الى تغيير يشمل البنية، والرؤية، والمنهج، وهذا يتطلب من النخب الشابة، والمؤسسات والهيئات الحية والكادر التنظيمي في الفصائل الفلسطينية، الانتفاض على حالة الارباك والارتباك السياسي.
ترامب لا يمتلك الضربة القاضية، وخطابه ليس القدر الفلسطيني حتى يتم الاهتمام به، لكن عوامل التأثير والمس بالمستقبل السياسي منها الولايات المتحدة وحكامها والغرب وتحالفاته، وبؤس العرب وخيبة أنظمتهم.
لكن حالنا وواقعنا هو الذي سيخط المستقبل الذي سنكون عليه قبل ترامب وبعده، ما يلزمنا العودة إلى عمل يليق بتضحيات شعب معجزه.
وسوم: العدد 704