الاهتمام .. هو الحل
( الاهتمام بالآخر ) منبع الحب ، منبع السعادة ، منبع الأمان .
و ( عدم الاهتمام بالآخر ) بداية البغض ، والخطوة الأولى نحو الشقاء ، ومنطلق القلق .
وكون الأم مصدراً للحب والسعادة والأمان ، مرجعه إلى عظم اهتمامها بأولادها ، وشدة تعلقها بهم ، وقوة تضحيتها من أجلهم .
وبدايـة ضمور الحب بين الزوجين ، وذبول المودة بينهما ، وتزايد النزاع والتوتر في علاقتهما ، مردها جميعها إلى ضعف اهتمام كل منهما بصاحبه ، ذلك الاهتمام الذي كان قوياً جداً قبل الزواج ، وفي أيامه وأسابيعه الأولى .
الرجل صار يشتكي من انصراف زوجته إلى أولادها ، وانشغالها عنه بعملها ، وتفضيل صديقاتها عليه ، وتزايد شكاواها منه ، وقلة شكرها له .
والمرأة صارت تشتكي كثرة غياب زوجها عن بيته ، وقلة خروجه معها ومع أولادها ، وانشغاله الزائد بعمله ، وتخليه عن كثير من مسؤولياته تجاه بيته .
إنه تراجع اهتمام كلا الزوجين بالآخر ، تراجع يزداد ولا يتوقف ، رغم أن أسرتهما تحتاجهما أكثر من أي وقت مضى .
وعليه فإن المطلوب من الزوجين أن يستدركا ذلك ، وأن يجلسا معاً ويديرا حواراً هادئاً شفافاً بينهما ، يبحثان فيه كيف يمكن لكل منهما زيادة اهتمامه بصاحبه ، واستعادة ذلك التعلق الذي فتر ، وإنعاش المودة التي كادت أن تموت .
صحيح أن المسؤوليات المتزايدة فرضت هذا الواقع الجديد ، وأن الأوقات التي كانت متوافرة ما عادت كذلك ، غير أن هذا لا يمنع من تخصيص بعض الوقت ، والتوقف عن بعض التصرفات والكلمات التي تنقص المودة ، وتنال منها ، إن لم تكن تثير البغض وتباعد بين الزوجين .
ومما يعين على ذلك :
- نزهة أسبوعية مشتركة يتفرغ فيها الزوجان لتبادل الكلام الطيب ، والتعبير عن المودة ، والحرص على عدم إثارة أي أمر يمكن أن يكون بداية جدال أو نزاع أو خلاف .
- تعاهد الزوجين على إيقاف تبادل الاتهام بينهما ، وإطلاق الألفاظ الجارحة ، وهجر العنف تماماً .
- اتفاق الزوجين على أن يسمع كل منهما صاحبه ثلاث كلمات طيبات كل يوم .
- إذا أحس أحدهما أنه أساء إلى الآخر فليبادر إلى الاعتذار .
وسوم: العدد 708