العلم والدين
من خلال دراسة الطويلة لتاريخ العلم وصلت إلى أن معظم الإنجازات العلمية التي أبدعها الإنسان كانت حاضرة فيالمخيلة البشرية منذ وقت مبكر من التاريخ ، وذلك بفضل "المعجزات" الخارقة للعادة التي شاهدها البشر وهيتجري على أيدي الأنبياء عليهم السلام ، ومن خلال الكتب السماوية التي حفلت بالحديث عن عناصر الكونوظواهره ومخلوقاته وسنن الله في خلقه ، فقد اكتشفت أن هذه الكتب وتلك المعجزات حرَّضت المخيلة البشرية علىالسياحة في ملكوت الله ، ودفعت العقل البشري للتأمل والتفكر والتدبر !!
وهكذا شكلت الأديان السماوية للعقل البشري قاعدة علمية نظرية دفعته للبحث والدراسة والتجربة والاكتشاف ،ومكنته آخر المطاف من الإبداع والابتكار والاختراع !
ويكفي للدلالة على هذه النتيجة التي وصلت إليها من مطالعتي لتاريخ العلوم أن نراجع ما قاله الفلاسفة الأقدمون لنجدأنهم قدموا للعالم كل الأفكار الأساسية في حقول العلم والمعرفة والفكر التي صاحبت البشرية حتى يومنا الحاضر ،فهل كان بإمكان العقل الإغريقي مثلاً ـ في ذلك الزمن البعيد ـ أن يبدع كل تلك الأفكار المدهشة دون أساس مسبق ؟
المنطق يجيب أنهم لم يكن بإمكانهم إبداع ذلك الكم الهائل من الأفكار العظيمة لولا الرسالات السماوية، وأزعم عنثقة أن ما قدمه أولئك الفلاسفة من أفكار مبدعة لم تكن مجرد تأملات عقلية محض، وإنما كانت أصداء لبعض ما جاءفي الرسالات السماوية السابقة التي وصلت إليهم بطريق أو بآخر ، وهذا الاعتقاد أبنيه على ما جاء في القرآن الكريممن إشارات علمية وفلسفية عديدة ذكر القرآن الكريم أنه جاء مثلها في الرسالات السماوية السابقة ، كما جاء في قولهتعالى : (إنَّا أوْحَيْنا إليكَ كَما أوْحَيْنا إلى نوحٍ والنَّبيينَ مِنْ بَعْدِهِ) سورة النساء 163 ، وإذا ما صحت هذه المقولة ـوهي في اعتقادي صحيحة ـ تكون الرسالات السماوية هي المصدر الأول للعلم والمعرفة والفكر ، ومن ثم يتوجبعلينا العودة من جديد وفق هذه الرؤية لنكتشف في القرآن الكريم ما لم نكتشفه بعد ، باعتبار القرآن الكريم هوالرسالة السماوية الوحيدة الباقية التي سلمت من التحريف ، ولأن القرآن الكريم حافل بالكثير من الإشارات العلميةالتي تحتاج إلى عقل مبدع يستخرج ما فيها من كنوز العلم والمعرفة .. فهل من يفعل ؟
وسوم: العدد 708