زهر العرار

*يقول الشاعروهو يغادر أرض نجدٍ : 

تمتعْ من شميمِ عَرار  نجــدٍ **فما بعـد  العشيّة مـنْ عرار

 * وأول ماوطأت قدماي أرض نجد تذكرت هذا البيت وأنا أتصور أنّ نجداً حدائق مزهرة غناء حتى أن الشاعر يطالبنا  بأن نستمتع برائحة العرار فالخروج من نجد سيحرم المرء من شذا عطري لا شبيه له .

وطلبت من طلابي أن يدلوني على هذا الزهر لأستمتع به كما استمتع الشاعر قبل مئات السنين ، فقال أحدهم  العرارلا يزهر إلا في الربيع ...

في الربيع وقد أنستني الغرابيب السود والرمال وموجات الجراد العنيد والبرص الوقح ما طلبت ، وفي يوم قد م لي طالب باقة صغيرة بحجم الكف ، هذا هو العرار ، فإذا به زهر صغير بلون البنفسج تقريبا فشممته فلمست فيه شيئا من بقايا رائحة عطرية مختلطة تكاد لا تنتشر الا باستنشاق عميق ..

وأدركت أن جمالية البيئة ترتبط باحساس الأنسان ، والشاعر صادق في إحساسه حين يرى زهرا فريدا في وسط الرمال والجبال القاتمة سيفتقدها ، وربما كان هذا الزهر رمزا لمن يحب ، فما أفصح عن محبوبته إلا من خلال هذه الزهرة الجميلة .

وسوم: العدد 709