تسع مبشرات بفضل الأنثى
بعضهم يحزن إذا أنجبت زوجته أنثى، ويظهر حزنه على وجهه عبوسا حتى يسود وهو كظيم، كما قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) } (النحل:58 و59). هذه تسعة تبشر من رزقه الله أنثى، عساه، بعد تأملها، يفرح بما وهبه ربه، فيفرح بالأنثى كما يفرح بالذكر، إن لم يصبح فرحه بها أعظم: 1- وصف سبحانه الذكر والأنثى بأنهما هبة منه عز وجل، والهبة من الله نعمة ليس للعبد إلا أن يفرح بها، ويشكر الله تعالى عليها { يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ } (الشورى:49). 2- هذه الهبة -ذكرا كانت أم أنثى- هي بمشيئته سبحانه، فهي عظيمة أيا كانت؛ لأنها من العظيم عز وجل، وهي جميلة؛ لأنها من الله الجميل المحب للجمال سبحانه. إن قيمة أي هدية أو هبة إنما تستمد من قيمة من أهداها، فإن كان من أهداها ووهبها هو الله سبحانه وتعالى، فأي عظمة وأي ارتفاع لقيمة هذه الهدية؟! 3- كيف لا أفرح بقدوم الأنثى وهي سبب لدخولي الجنة إن أحببتها وأحسنت إليها: «من عال جاريتين حتى تدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين» (صحيح مسلم). 4- وكذلك سأسعد بها وأستبشر بقدومها حين أعلم أنها تحجبني عن النار وتحميني منها «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار» (متفق عليه). 5- البنت أرفق بوالديها من الولد، وأرأف بهما، وأعطف عليهما، وأقرب إليهما، والوقائع والحكايات والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى. 6- من يرزق بالبنات يصبح أشبه بالنبي " صلى الله عليه وسلم" في ذلك، إذ إنه " صلى الله عليه وسلم" كان أبا لعدة بنات، ولم يعش الذكور الذين رزقه الله بهم طويلا، فقد ماتوا صغارا، وهم القاسم، وعبدالله، وإبراهيم، فالقاسم توفي في سن الرضاع، وعبدالله وإبراهيم قبل بلوغهما السنتين. 7- ليس لمن يرزق بالبنات أن يلوم أمهن على ذلك، فإضافة إلى ما سبق من أن الله سبحانه هو الذي يهب الذكور والإناث، فإن العلم يؤكد أن بويضة المرأة لا دور لها في تحديد جنس الجنين، إنما يحدده الحيوان المنوي للرجل. ومن جميل ما قيل في ذلك -حتى قبل اكتشاف العلم هذه الحقيقة- تلك الأبيات المعبرة التي قالتها أم حمزة لزوجها الذي هجر خيمتها بعد أن وضعت بنتا، ليبيت عند جيران لهم: ما لأبي حمزة لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا غضبان ألا نلد البنينا تالله ما ذلك في أيدينا بل نحن كالأرض لزارعينا ينبت ما قد زرعوه فينا 8- الذكر حين يتزوج وينجب يصبح أبا، والأنثى حين تتزوج وتنجب تصبح أما، والأم مقدمة على الأب ثلاث مرات، بل المرات الثلاث الأولى للأم، وليس للأب إلا المرتبة الرابعة في حق الصحبة على ولده، كما في حديثه " صلى الله عليه وسلم" الذي أجاب فيه الصحابي عندما سأله من أحق الناس بحسن صحابته، فقال " صلى الله عليه وسلم" : «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك» (صحيح الجامع). 9- معاملة المرأة أما وأختا وبنتا وزوجة مقياس لخيرية الرجل، فالرجل الذي يصدر منه الخير تجاه من حوله من النساء هو خير من الرجل الذي تلقى النساء منه شرا، مهما كان يفعل من خير فيما سوى ذلك. قال " صلى الله عليه وسلم" : «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم» (صحيح الجامع).
وسوم: العدد 711