الحضاراتُ تمايزٌ وَتكاملٌ
الحضارة بفهمي تقوم على مرتكزين اثنين:مرتكز ثقافي ومرتكز مادي..وحيث أن لكل أمة ثقافتها وكفاءاتها ومهاراتها وإبداعاتها المادية الخاصة بها..فنحن لا شك أمام وحدات حضارية متنوعة..والتنوع الثقافي هو بتقديري مصدر التنوع الحضاري..حيث الثقافة هي المصدر الأساس لمهارة أي أمة في إبداعها المادي..ومصدر أساس لممارسات أدائها الحضاري..وبهذا الصدد أطرح سؤالين أحسبهما بغاية الأهمية:
هل نحن أمام وحدات حضارية إبداعية مادية متكاملة..؟ أم أمام وحدات حضارية إبداعية مادية متضادة..؟
في إطار رؤيتي عن مفهوم الحضارة..يمكنني القول:
أن الحضارة من حيث شقها المادي هي نتاج بشري تراكمي..فلكل أمة إضافتها الحضارية المادية في عملية البناء الحضاري. أن البناء الحضاري المادي ككل تكتنفه وحدات إبداعية تمثل البصمات الحضارية المادية لكل أمة من الأمم..مثلما تكتنفه وحدات أداء حضاري قيمي أخلاقي يعكس ثقافة كل أمة ومنهجها وسلوكها. أي أننا أمام بناء حضاري مادي تراكمي..تكتنفه وحدات إبداعية أخلاقية تشهد لكل أمة عن أثرها الحضاري في حياة الإنسان والبيئة إيجاباً وسلباً. وباختصار نحن في النهاية أمام تكامل و تمايز حضاري:تكامل في البناء المادي..وتمايز في الإبداع المادي..وتمايز في الأداء الأخلاقي. وبهذا التصور لمفهوم العلاقة بين الحضارات..أحسب أننا نقدم للناس مفهوماً موضوعياً منصفاً للعلاقة بين الحضارات..ربما ينهي حالة التعصب لحضارة بعينها..وربما يلغي مقولة حتمية الصراع بين الحضارات..!
وسوم: العدد 713