عند الفجر.. كان تنفيذ الحكم
تلطّف الصديق "جميل العابد" (المواطن السوري في لندن) بنقل نصّ الخاطرة (عنوانها أعلاه)، إلى اللغة الانكليزية التي يبدع فيها على نحو مكّنه من أن ينقل إلى العربية كتابَ جبران "النبي" بترجمة بارعة، استحقّت أن تطبع بالعربية في لندن ستّ طبعات متواليات والسابعة العام 2014.
له، مع الشكر، الإعجابُ بإتقانه، وباختياره هذا النصّ الذي وجد فيه تعبيرا عن حالة نعيشها.
فلوريدا: الاثنين 23-3-2015
رأيت، فيما يرى النائم فجر هذا اليوم، أني خرجت صباحًا من مهجعي، وأنا في بيت لا عهد لي به، أقصد الحمام المجاور للغرفة، فبدا لي غير مهيّأ، فاضطررت إلى أن أنزل درجًا يُفضي بي إلى أرض الدار.
هناك رأيت رجلًا يتطلّع نحوي باهتمام زائد، ومن ورائه رجلان أو ثلاثة يبدو أنهم من أتباعه. وتقدّم مني ليقول بلطف مشوب بالعطف، بأنهم قد نفّذوا فيّ "حكم الإعدام" عند الساعة الخامسة فجرًا وفي هذا المكان الذي أنا فيه!
هممت بأن أضحك وأنا أجيبه: «وكيف نفّذتم فيّ حكم الإعدام وهأنذا امامك!»، فاكتفى بأن هزّ رأسه حزنًا، وتابعت سيري.
ثمّ لست أدري كيف وجدتُني في غرفتي، وأمامي رجلٌ من معارفي المتعاطفين معي في مواقفي الفكرية. أخذ يحدّثني، ويُسهِب، بأنّ السبب فيما جرى لي يعود إلى "المُناظرة السياسية" التي شاركت فيها على الهواء الليلة الماضية وأفحمت في الجدل مُناظري الذي ينتمي إلى النظام، فما كان منهم إلّا أن عقدوا في منتصف الليل محاكمة، دانوني فيها، وحكموا عليّ، ونفّذوا في الحال!
وأعترف بأني لم أفهم كثيرا ما قاله صديقي، الذي ختم حديثه بأنّ "الخبر" قد شاع، وأنّ الإعلام يتداوله متعاطفا.
واستيقظت... لأروي لكم ما رأيت، أيها الأصدقاء.
وسوم: العدد 713