عِيَالُ اللَّهِ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

قال:يدور اليوم جدلٌ بين النَّاس حول الحديث الذي نصه:"الخلقُ كُلُّهم عِيالُ الله عزَّ وجلَّ،فأَحَبُّ خلقِه إليه أنفعُهم لعِيالِه"بشأن صحة روايته عن سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فما هو تعليقكم..؟قلت:بداية أنا لست من أهل الاختصاص بهذا الشأن..ولست مؤهلاً لأحكم في صحة الحديث..فهذا أمر له أهله وفرسانه في ميادين علم الحديث..ولكن من خلال اطلاعي على ما قاله ويقوله أهل العلم المختصين بالحديث هذا الشأن منذ عقود مديدة..أقول:وجدت حوله جدلاً كبيراً وواسعاً..والبعض يطعن ببعض رواته فهو عندهم من الأحاديث الضعيفة..والبعض الآخر يقويه ويحتج به..وقد سمعت أستاذنا الكبير دولة الدكتور محمد معروف الدواليبي/رئيس وزراء سورية الأسبق وهو العالم الشرعي الفقيه والمفكر الكبير- رحمه الله تعالى..يعلق على من يعترض على نص الحديث بشأن عبارة(عيال الله):فقال رحمه الله تعالى:معنى عبارة(عيال) في النص هو (عالة)وليس أبناء كما يتوهم البعض..!فحاشى لله تعالى أن يتخذ ولداً فهو سبحانه(الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَه كُفواً أحد)كما هو محدد وجلي في القرآن الكريم في سورة الصمد..ثم قال:(ومعنى عالة..أن الخلق كلهم عالة على الله تعالى في رزقهم وفي كل أمورهم وشؤونهم..) واستطرد ليقول:وهذا النص يقويه ويعززه الحديث المتفق على صحته عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم:"خَيْرُ النَّاسِ مَنْ نَفَعَ النَّاسِ"فلا مجال لأن يعتري فكر بعض المسلمين مثل هذا اللبس بأن (العيال) هم الأبناء) فمثل هذا اللبس- للأسف- يأتي عادةمع ضعف الإحاطة بعلوم اللغة وعلوم الحديث..فأعجبتني علمية الرد وموضوعيته مما جعلني استشهد بهذا النص في عدد من كتبي وبحوثي ذات الصلة..والله أعلم وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

وسوم: العدد 714