الابتلاء في حالة الصراع مع الأنظمة ليس علامةً على خطأ السير
[من كتاب "من أجل خطوة إلى الأمام" للشيخ سعيد حوى رحمه الله – ص 26]
يَعتبر كثير من المسلمين أن الابتلاء في حالة الصراع مع الدولة أو النظام علامة خطأ على السير، وبعضهم يعمم ذلك حتى على الصراع مع الدولة الكافرة القائمة، وذلك ضلال ما بعده ضلال، لأن ذلك معارضة صريحة لنصوص القرآن، فالله عز وجل يقول: (إنّ الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشّرهم بعذاب أليم). إن هذه الآية تبين أن الذين يقتلون النبيين ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس مجرمون يستحقون العذاب الأليم، وكثيرون من مسلمي عصرنا يعتبرون الذي يأمر بالقسط هو المخطئ وإذا ابتلي يشمتون به. فأي ضلال أكبر؟!. ثم إن كثيرين من جهلة عصرنا يعتبرون القتل في سبيل الله نقصاً عن الدرجة العليا في الولاية وينسون أن عمر قُتل وأن عثمان قُتل وأن علياً قُتل وأن كثيراً من الأنبياء والرسل قُتلوا، والله عز وجل أنّب بني إسرائيل بقوله: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون). وإن القرآن الكريم يذكر أن مجرد التصور أن يكون الإيمان بلا امتحان غلطٌ عظيم. قال تعالى: (أحسِب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين).
وسوم: العدد 716