معركة ادلب معركة وجود ليست معركة مكاسب
حتى لا تغرق السفينة ويتكرر سيناريو الموصل
لست من المتخصصين في السياسة لكن الأحداث التي مرت بنا وتمر بها الأمة اليوم ، كافية لاكتساب خبرة في النظر في الأمور السياسية التي تجري في الشام وقبلها العراق ، وكوننا عراقيون أصبحت لدينا خبرة في السياسية الأمريكية تكفي لاستشراف ماستؤول اليه الأمور . وتكرار فشل مشاريع المسلمين المتصدرين للمشهد وعدم الاتعاظ من التجارب السابقة. وقبل أن أبين السبيل والأسباب التي توصلنا الى انقاذ السفينة التي انهكها طول الطريق أسرد تداعيات قد لا تخفى على مطلع وتجعلنا نقف وقفة تأمل لجدية وتسارع مايحدث .
أولاً .أمريكا لها سياسات محددة من قبل صناع القرار عندهم ، وماترمب الا موظف منفذ . لتلك السياسات ، فمن عول عليه بعد اوباما كمن يعول على سراب في صحراء وعلى هذا .
ثانياً. إن علاقة أمريكا مع ايران علاقة استرتيجية وتحالف قديم متجدد سائر المفعول إلى أن يقضوا على أهل السنة وليس لها دخل بتغيير رؤساء ومهما أظهرت أمريكا انها على خلاف مع ايران لكن بالتالي هم حلف. دلائل ذلك كثيرة ، منها حماية الحشد الإيراني وتقديم الدعم المعنوي والمادي له. ولايغرنكم قصف التقدم في ( معبر التنف ) انما هو ذر الرماد في عيون من دفع الجزية لترامب .
ثالثاً. تكرار الغدر بتركيا من قبل أمريكا تارة بالانقلاب وتارة بتسليح التنظيمات الإرهابية الكردية والأسباب لدى كل عاقل واضحة كوضوح الشمس ، منها نهضة تركيا اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا ، والتخلص من التبعية الغربية.
رابعاً : تركيا البلد المسلم السني الذي بقي ملاذا للشعوب العربية المظلومة وهذا لايروق للنظام العالمي ككل ففيه الان ( اربعة ملايين نسمة من العرب ).
خامساً : محاصرة قطر الحقيقة المراد منها هو تركيا .
سادساً : بعد الرقة أدلب ، كل السيناريوهات الموضوعة هو التدمير الشامل لأدلب بعد الرقة انتقاما من أهل السنة ( وليس داعش ) وتصريحات الحشد الإيراني قبل سنة تؤيد ذلك وتريد جعلها كالموصل.
سابعاً : الفرقة بين الفصائل السورية والتي تفاقمت رغم الأحداث المتسارعة
وتغافل قادة الفصائل عن الخطر الحقيقي والذي يكمن في :
1. الامريكان
2. مرتزقة أمريكا من الحشد الشيعي والتنظيمات الارهابية الكردية pkk وغيرها.
3. روسيا وأطماعها.
4. نظام بشار ومرتزقته
5. ايران وتأسيسها للحشد الشيعي السوري في الشرقية.
ثامناً : انعدام المشروع السني الجامع لدى الفصائل وغياب النظوج الفكري لديها حيث انها مشغولة بالاستيلاء على حواجز بعضها البعض او بمسائل التكفير .
تاسعاً :النظام والروس يعملون ليل نهار على اقتطاع أكبر مساحة من الأرض في حال تم التقسيم حينها يكون الجزء الأكبر للنظام .
عاشراً : الحشد الإيراني تقدم من جهة التنف مع ضربات أمريكية كالتي جرت في الفلوجة ، وقلنا هو مجاملة لحكام الخليج الذين دفعوا الجزية .
حادي عشر : لم يتبق لأهل السنة في العراق ارضا آمنة يعيشون عليها ، فاما مهجر او نازح او معتقل او مطارد او مذلول عند الشيعة .
الثاني عشر: امريكا تريد سببا مبررا لضرب ادلب وتدميرها .
الثالث عشر : تكرار مسألة انتاج وتدوير القاعدة في الشمال السوري مما يعني تكرار المأساة مرة أخرى ، وهو ماسيعطي امريكا مبررا جيدا للقضاء على ماتبقى من اهل السنة في سوريا
الرابع عشر : . بيع الأنظمة العربية لقضايا الأمة بالحفاظ على كراسيها ولو مؤقتا.
الخامس عشر : كثرة الأعداء التي تتربص بتركيا ، فسماع الاذان في ( آيا صوفيا ) وانتشار الحجاب وغيرها من شعائر الاسلام مؤكد لن تُترك هكذا .
السادس عشر : كل ماقدمته هو واقع نعيشه ، فما هو الحل ؟؟.
لما كانت تركيا هي المتنفس الوحيد للشعب السوري ولازالت وهي على الرغم من كل المؤامرات التي تحاك ضدها فإنها تحاول تقدم العون لأهلنا في الشام . ولان تركيا بلد مسلم يحاك ضده ويريدون لتركيا ان تكون سوريا ثانية او عراق ثانٍ لا قدر الله ، وكذلك الفصائل كما ذكرنا ليس لها بعد نظر في السياسة الشرعية ، فإنه لاسبيل بل هو (الواجب بعينه) سوى التفاهم مع تركيا للدخول الى الشمال السوري ، من خلال تشكيل حكومة إدارية تدير الشمال بالتعاون مع تركيا
لماذا تركيا...
قد يتسائل القاريء لماذا يجب التنسيق مع تركيا للدخول للشمال ولماذا لا نبقى نقاتل ؟؟
الجواب:
1.ماقدمته من احاطة الأعداء بالثورة السورية من كل جانب سوى تركيا المتنفس الوحيد للثورة وفصائلها.
2.عدم وجود القوة الكافية لمجابهة التحالف الامريكي الكردي الايراني الشيعي
3.المعركة معركة وجود ليست معركة مكاسب فإما أن يكون في الشمال السوري سنة أو لا.
4. التفرق القاتل بين الفصائل وكل يسير وفق رؤية مغايرة للصراع الدائر .
5.الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة تقتضي التحالف مع تركيا لانقاذ أهل السنة
ففرق بين جندي تركي يصلي مثلك ويصوم مثلك ولايحملك على سب أمنا عائشة أو عمر رضي الله عنهم ، وبين الشيعي الذي يحرقك وانت حي ،
أو كردي ارهابي لايؤمن بالله اصلاً.
6. الرقة والقصف بشتى انواع الاسلحة المحرمة دولياً .
7. وخير دليل على وجوب ما أقول هو ماحل بأهلنا في الموصل من ابادة شاملة بل حتى حلب لم تلاق ما لاقته الموصل وهي عقر دار اهل السنة انتقاما منهم، بحجة داعش ، واما المناطق التي سيطرت عليها المليشيات في الجانب الايسر فان التشيع فيها على قدم وساق ومواكب الشرك واللطميات ليل نهار ومقرات فيلق القدس قائمة وانظروا ما حل بحلب وتشييع اهلها ، وما أعد الاعداء لادلب اضعاف مضاعفة وهذا ليست تثبيط بل واقع حال يتهرب منه الكثيرين .
( فاختاروا يا فصائل الشام ) بين الوجود والإبادة
والله الموفق .
وسوم: العدد 725