علمت الدنيا يا عاكف

clip_image002_38011.png

تحية خاصة لهذا الرجل ، الشيخ الطاعن في السن ، شيخ ناهز التسعين ، أحببته لبذرة الشباب المشعة في روع هذا الرجل ، أحببته لتلك القوة الداخلية التي صغر فيها الطغيان و الجبروت ، أحببته لثباته الأسطوري ، يواجه الأمراض و المحن و السجن و الجلاد وروحه لا تنحي ، كبرت في عيننا معلمي فدروسك لا تنسى لا يمحيها الدهر و جهادك لا يطمس ، فك الله أسركم و أتابكم الله بعظيم أجره و جزيل متوبته  فذلك البلاء العظيم .

إن حديثنا عن الرجل ليس من باب المجاملة أو الإشفاق ،  إنما هو وقوف  عند محطات العطاء لتاريخ مشرق و مشرف  ،   ملأ صفحات  من الجهاد الطويل ،  فالرجل عرفته  ساحات النضال و مقاومة المستعمر الإنكليزي في بلده  مصر ،  فكان  يرأس كتائب الطلبة  في القناة  السويس  إلى غاية قيام الثورة المصرية ،  فكان الشيخ  سجلا حافلا بالتضحيات  خدمة  لوطنه  ،  و بذلك ضرب مثلا للمتشدقين أن ضريبة حب الوطن،   هي  بذل المهج و النفوس  و تعريض النفس للمخاطر،   حبا لتلك القطعة من وطنه ،  و في هذا يكبر عطاء  الرجال ،  فينالوا  الأعجاب  والتقدير  خارج أرضهم   و من غير بني جلدتهم  ،   حبا و احتراما  فقد تعلمنا منه كما تعلمنا من أوطاننا  كيف تكون رابطة  الرجل لوطنه  و أن هذه المحبة  من صميم حبه لدينه  .

مع هذا النضال  يرتقي الرجل لمصاف  الرجال  المهتمين بالشباب  فلا عجب و هو أستاذ رياضة    بدنية و  اهتمامه بهذا الجانب  الحيوي  ناشئ من نبع فكرته التي رضع لبنها  ،   و هي إحدى صفات الفرد المسلم ،  أن  يكون قوي الجسم  ،   تمثلا للحديث النبوي   الشريف   .  فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " رواه مسلم.

فقد  ساح الشيخ  في أرض الله الواسعة يرسم هدي الدعوة   في بعدها العالمي يرعى  شؤون الشباب فشغل منصب مستشار في الندوة العالمية  للشباب الإسلامي بالمملكة العربية السعودية ،   يؤطر المخيمات العالمية  و مؤتمراتها  ،  كما شملت  محطاته العديد من البلدان ،   الأردن و ماليزيا و بنجلادش  و تركيا و ة أستراليا  و قبرص و ألمانيا  و بريطانيا و إمريكا  و في عمق إفريقيا ،   أن هذه  الطاقات المميزة جدير أن يتلفت إليها الكتاب بالدراسة و التحليل  لهذه الكاريزما  من الشخصيات  .

لاشك إن أمثال هؤلاء  من عملة الرجال تترصدهم  المخاطر و  العقبات ،  لأن  سجل حياتهم  غير أولئك   الذين يعيشون على هامش الحياة ،  لا يحملون الهم ،  أما شيخنا فقد شغلته هموم  الأمة  ،  أن  لم يكن لها أمثال هؤلاء أصحاب الأقدام الراسخة  الوفية  الثابتة  على الطريق تكون عرضة للمخاطر  .

  وقد  سجلت  هذه الملاحظات  من خلال المتابعة و المطالعة و تقصي أخبار الرجال ،  فحق لهؤلاء أن يحظوا بالاهتمام  و التقدير،  فالحر يقر بالفضل و يعرف الأقدار و المقامات  لأن المروءة لا تموت  عند الأحرار.

وسوم: العدد 727