لا أمل في الأمل
إنَّ أكبر مآسي الحياة، هو أن يموت الأمل في داخل الإنسان، وهو لا يزال حياً، ويعجز القلم عن التعبير عما يخالج صدري من شعور أتعبه الحزن، وأنهكته الحيرة، لما آلت إليه الأمور من سوء الأحوال عديدة الأنواع والمظاهر، وقد غشيها ما غشيها من جمود وركود، حتى بلغ الناس الشيخوخة وهم في سن الشباب، حين ضاقت بهم الحياة، يتلمسون طريقهم فلا يعرفونها، بعضهم ينوء تحت همومه، وبعضهم يحمل وحدته في عينيه أو على جبينه، مثل المرضى الذين ينتظرون يومهم المحتوم، وكأننا نعيش في عالم غريب، أصبح كل شيء فيه غير ممكن وغير متاح! إنني آسف أشد الأسف؛ لكن اسمحوا لي - أيها السادة - أن أعبر عن هذه المشاعر المبطنة بشيء من الحزن والألم، تحمل في طياتها الصراحة التامة، والشدة لإظهار الحق، فالعالم هو رواية تمثيلية، ينبغي لكل واحد منا أن يمثّل فيه دوره، حراً من كل قيد، ولو تخلى عنّا كل مَن في الوجود، فالعبد الحقيقي هو ذلك الذي لا يستطيع أن يصرّح بآرائه ومعتقداته.
لم تكن الكتابة عندي مهنة أو هواية، ولكنها وسيلة للتعبير عن رأي أو الدعوة إلى فكرة أو وجهة نظر، وإذا ما كتبت شيئاً فهو في الغالب رواية من حياتنا التي نحياها في دنيا الناس، من روايات الشقاء والبؤس التي اجتاحت مدينة غزة، فلكل مواطن فيها قصة ومشكلة، فاقت كل الحدود، وأكبر من أن تكون حكاية؛ كانت بداية قصيدة لم تكتمل.
وسوم: العدد 732