رسائل إلى عمر السوما

معاذ عبد الرحمن الدرويش

كثير من مشاهير العالم فقدوا مكانتهم عند الناس ، عندما إقتحموا دائرة السياسة سواء بقصد أو بدون قصد.

قد يقول البعض أن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة ، و هذا ما برره البعض لما فعله الاعب عمر السوما عندما أراد ان يلعب باسم فريق سوريا "إذا صحت تسمية الفريق المقصود " ، نقول لهؤلاء نعم هذا الكلام صحيح لكن خارج إطار مزرعة آل الأسد ، ففي ظل بيت الأسد لا سياسي إلا آل الأسد ، و لا أديب إلا آل الأسد ، و لا عالم إلا هم ، و لا رياضي إلا هم ، و أكبر دليل على ذلك أن آل الاسد لم يرضوا أن يبق السوما مجرد لاعب كرة قدم لا علاقة له بالسياسة فطلبوا منه و نفذ أن يصبح جنديا وفياً لعصابة الأسد بعدد أن أصبح لاعباً عربياً مشهوراً ، و ورطوه معهم سواء بإرادته أو مرغماً .

تلك الكلمات البسيطة التي أرضت غرور نظام الأسد ، لكنها أسقطت من علٍ السوما إلى أسفل سافلين ، و جعلته يخسر أكبر حاضنة جمهور له في كل من سوريا و المملكة العربية السعودية.

لقد فرح السوما فرحاً شديداً عند تسجيله هدف على إيران ، لو يعلم السوما كم من قذيفة و كم من رصاصة قناص إيراني استقرت في صدر أهله و أخوانه من الشعب السوري لما سمحت له أخلاقه الرياضية و هان عليه أن يلتقي مع ذلك الفريق الذي تلوثت دماء دولته و جيشه و أبنائه بدماء مئات الألاف من السوريين.

و إيران لا تعترف بحقيقة الأمر بسوريا كدولة مستقلة ، و سوريا بالنسبة لهم ليست سوى مجرد محافظة إيرانية تحت سلطة الولي الفقيه ، طبعا في ظل وجود آل الأسد .

فإيران تحتل سوريا اليوم ، بميليشياتها و عناصر حرسها الثوري الإيراني.

الرياضة أخلاق ، و لايليق  برياضي أن يقف إلى جانب طاغوت و مجرم ذبح شعبه و هدم بلده ، فريق سوريا اليوم لا يمثل سوريا ، و إنما يمثل عصابة الأسد و الدليل أن الفريق يهدي كل انتصاراته إلى قائد العصابة في سوريا ، و يضيف انتصاراته إلى انتضارات جيش النظام السوري و الذي لم ينتصر في تاريخ آل الأسد إلى على شعب سوريا البيء الأعزل.

إن وجود السوما في فريق بشار الأسد ، يعد جريمة كبيرة بحقه حيث أنه أضفى شيئا من الشرعية أمام المجتمع الدولي لذلك المجرم، الذي يبحث لنفسه عن شرعية دولية بعد أن قتل أكثر من نصف مليون سوري و هدم ثلاثة أرباع سوريا ، و لعه يفلت من محاكمة دولية  تلوح بها بعض الدول تقضي على حياته و على حكم آل الأسد ذات يوم .

كان حري بالسوما أن يبقى بعيدا عن آل الأسد ، و يحافظ على ما بناه من عز و مجد بعيداً عن آل الأسد ، و أكبر دليل على ذلك ، عندما خرج خارج دائرة آل الأسد ، حصل على ما حصل عليه .

 فآل الاسد لا يفهمون بأي مجد إلا لهم ابتداء من السياسة و انتهاء بفن الطبخ. 

وسوم: العدد 737