كَيْفَ نُحْكَمُ
في عام 2014م تلقيت دعوة كريمة من فخامة الرئيس التونسي الأسبق الدكتور محمد المنصف المرزوقي لزيارة تونس للتشاور حول مسائل فكرية بين يدي التحولات السياسية التي يتطلع إليها الشعب التونسي..وعلى هامش الزيارة رُتبت لي لقاءاتُ مع بعض الزعامات السياسية والقيادات الفكرية ورؤساء الأحزاب السياسية ومنهم فضيلة الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة..وفي لقائي مع الأستاذ الغنوشي ونوابه ومستشاريه بادرني يقول:لقد قرأت بعض كتبك ومنها كتاب(شركاء لا أوصياء) وأعجبت بمادته..فماذا تنصحنا ونحن نسعى لشراكة جادة وموضوعية مع غيرنا لننهض ببلدنا ونحقق آمال شعبنا..؟فشكرته لقراءته لبعض كتبي ولثنائه على ما جاء فيها وعلى ثقته المقدرة ثم قلت:أما عن وجهة نظري بشأن المسيرة التونسية فباختصار شديد:يشرفني أن أضع بين يديكم وكل الزملاء في الأحزاب الأخرى ما يلي:
1. التحول من ثقافة الحزب إلى ثقافة الدولة.2. ومن نزعة الانحياز لمصلحة الحزب وأتباعه إلى الانحياز لمصالح الشعب بكل تكويناته وانتماءاته على السواء.3. والتحول من جدلية من يَحْكُمُ إلى موافقات كَيْفَ نُحْكَمُ.4. والاستعداد لأن يُهزمَ كُلٌ منكم أمام الآخر لِتنتصرَ تونس.5. والانتصار على نزعة الانتقام لصالح سمو أخلاق(فاذهبوا فأنتم الطلقاء).6. وللمزيد فيشرفني أن أهديكم بعضاً من كتبي التي مادتها تتعلق بشأن تحقيق هذه الغاية الجليلة النبيلة ومنها كتابي الذي أشرتم إليه (شركاء لا أوصياء).وللعلم فإن هذا الرؤية تشرفت وفصلت بشأنها في لقائي مع فخامة رئيس البلاد الدكتور المرزوقي.
فقال فضيلة الأستاذ الغنوشي- سلمه الله تعالى:لقد نصحت وأجدت وأفدت..ونطمع أن يتسع وقتكم لتقدموا محاضرة بهذا الشأن إلى نخبة من قيادات شباب حركة النهضة..فاستجبت بكل السرور والامتنان وحققت رغبتهم ولله الحمد..وفعلت مثل ذلك تحقيقاً لرغبة بعض الأحزاب الأخرى..أما فخامة الرئيس المرزوقي/ سلمه الله تعالى فقد رغب مشكوراً أن أسجل حلقات تلفزيونية تحت عنوان (مفاهيم في ترشيد المسار الحضاري) فاستجبت لرغبته - حفظه الله تعالى- والمنتدى ينشرها بالتتابع في سلسلة رسائل الرفاعي..نسأل الله تعالى السداد والقبول.
وسوم: العدد 743