حسنات وسلبيات الأستاذ الجامعي المسؤول
يتطرق المقال للأستاذ الجامعي المسؤول أي الأساتذة المسؤولين الذين تعامل معهم صاحب الأسطر وهم 5 رؤساء جامعة و 8 عمداء ناهيك عن عمداء لكليات أخرى وخلق كبير من النواب ورؤساء المجالس العلمية ورؤساء الأقسام ورؤساء اللّجان العلمية مدّة ربع قرن من الزمن عبر جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف ولا يتطرّق المقال إلى الأستاذ كأستاذ الذي يبقى يكنّ له بالغ الاحترام والتقدير ويتمنى له التوفيق في حياته العلمية والمهنية والعائلية. ولأوّل مرة يتم التطرق للموضوع بهذا الشكل المباشر وقد سبق أن تمّ التطرق إليه مع زملاء أساتذة من التخصصات الخاصة بالعلوم الإنسانية كالاقتصاد والتاريخ والفلسفة والسياسة والحقوق واللّغة العربية واللّغة الفرنسية واللّغة الإنجليزية، وتخصصات فنية كالهندسة المدنية والري والفلاحة والكهروتقنية والكيمياء والفيزياء والرياضيات والإعلام الآلي وهندسة الطرائق والميكانيك والهندسة المعمارية، فلاقى الموضوع قبولا حسنا فكان دافعا للتعبير عنه عبر الكتابة بعدما كان طي الصدور والمجالس.
يمتاز أساتذة العلوم الإنسانية كالاقتصاد والتاريخ والفلسفة والسياسة والحقوق واللّغة العربية واللّغة الفرنسية واللّغة الإنجليزية حين يتولون المسؤولية بميزتين: يمتازون من حيث العنصر الإيجابي بالمرونة والأخذ بالمشورة وترك هامش حركة للذي يتعامل معهم، أما من حيث العنصر السلبي فإنّ فيهم الكذب والزور والغشّ والخيانة وعدم تحمّل المسؤولية ومطاردة الطالبات وتوريط الضعيف والتكالب على الكرسي والتملّق للنقابي والمسؤول والخوف المفرط من الطلبة والمنظمات الطلابية والتودّد لهم للتشبث بالكرسي.
ويمتاز بعض أساتذة العلوم الفنية الدقيقة كالهندسة المدنية والري والفلاحة والكهروتقنية والكيمياء والفيزياء والرياضيات والإعلام الآلي وهندسة الطرائق والميكانيك والهندسة المعمارية حين يتولون المسؤولية بميزتين: يمتازون من حيث العنصر الإيجابي بالدّقة وعدم الغشّ ولا يسرقون ولا يخونون والصرامة واحترام الوقت ولا يطمعون، أمّا من حيث العنصر السلبي ففيهم نسبة عالية من الديكتاتورية التي ورثوها عن الديكتاتورية العلمية، وإفراط حاد في الانفعال وفي غير محلّه، ويفتقرون للسان السليم الذي يخاطبون به الضيف أو الخصم حتّى أنّهم يستعينون بغيرهم في أبسط خطاب، وأسوء ما فيهم أنّهم اعتقدوا خطأ أن المسؤولية تدار كما تدار المعادلة الرياضية والفيزيائية والكيميائية فبقوا أسرى المعادلة التي لم يستطيعوا تطبيقها في التسيير، ويحتكرون العمل ولا يتركون هامش الحركة لمن يتعامل معهم، ويعتقدون أنهم يتقنون الصغيرة والكبيرة وأنّهم أعلم النّاس فيرتكبون بذلك حماقات تسئ وتشين.
هذه ملاحظات نابعة من تجربة ومعاينة وصدق وإخلاص مدّة ربع قرن من الزمن زادتها الأيام رسوخا وتأكيدا وتوضيحا ولم ينكرها الزملاء الأساتذة من مختلف التخصصات حين تمّ التطرق للموضوع بل أكّدوها جميعا خاصة حين يتعلّق الأمر بتخصصه وبزملائه الأساتذة الذين تقلدوا المسؤولية.
والغرض من المقال هو التركيز على نقطة مفادها أن أحسن عالم في علم من العلوم لا يعني بالضرورة أنّه الأفضل والأحسن حين يتولى المسؤولية وقد يكون أسوء حين لايحسن توظيف العلم بما يتناسب مع المسؤولية من أخذ وعطاء ومشورة وتحمّل مسؤولية والابتعاد عن الصغائر التي تحجب وتعيق وتؤدي بصاحبها للمهالك، وصدق أرباب الرياضة حين قالوا: اللّاعب الحسن ليس بالضرورة المدرب الحسن ولهم في ذلك أمثلة عديدة أكدتها الأيام.
المطلوب من الجميع معرفة أنّ الجزائر فوق الجميع وكلّ مخلوق لخدمتها بما يليق بها من عزّ واحترام واحترافية عالية وصدق وإخلاص، ولا أحد خير من الآخر حين يتعلّق الأمر بحقوق المجتمع وأبناء الجزائر والجميع في خدمة الجميع ونتائج الميدان هي الفاصل والمحدّد، وحفظ الله أساتذتنا ومتّعهم بما يؤهلهم لأن يكونوا ناجحين في العلم وحسن التسيير.
وسوم: العدد 744