المخابرات الصهيونية تحاول تشويه الإسلام في العالم عموما بما فيه العربي والغربي

المخابرات الصهيونية تحاول تشويه الإسلام في العالم عموما بما فيه العربي والغربي على وجه الخصوص عن طريق  أنشطة عملائها السيانيم الإعلامية

دأب الكيان الصهيوني منذ  محاولة استنباته الأولى في منطقة الشرق الأوسط من طرف الاحتلال البريطاني عن طريق ما يسمى بوعد بلفور المشئوم على تشويه دين الإسلام بكل الوسائل والطرق لأن القرآن الكريم يفضح خبث ومكر اليهود ويحذر منهم المسلمين . ويعمل الصهاينة كل ما في وسعهم لحمل الرأي العام العالمي على رفض وإدانة نصوص القرآن التي تفضح خبث ومكر اليهود واعتبارها عداء صريحا للسامية . وبعد ثورات الربيع العربي مباشرة ازدادت أنشطة المخابرات الصهيونية الموساد وعملاؤها السيانيم  في كل بقاع العالم بما في ذلك العالم الغربي والعربي لتشويه الإسلام بعدما كشفت هذه الثورات عن ميل الشعوب العربية إلى الرهان على أحزاب ذات توجه أو مرجعية إسلامية ، وهو ما قض مضاجع الصهاينة وحلفائهم في الغرب لأن  هذه الأحزاب في نظرهم عبارة عن خطر يهدد دولة الكيان الصهيوني . ولقد تحركت المخابرات الصهيونية بسرعة إبان وصول حزب الحرية والعدالة المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين إلى مركز صنع القرار عن طريق عملائها السيانيم في مصر وهم مجموعات يهودية  متغلغلة  في كل دول العالم ،وتتبوأ بها أعلى المناصب، وتسيطر على المؤسسات  الإعلامية و هي على صلة بالإدارات وقريبة من مراكز صنع القرار ، وتعمل لفائدة المخابرات الصهيونية، وتزودها بأدق المعلومات والملفات  تطوعا لخدمة الكيان الصهيوني وبقائه واستمراره ، فكان الانقلاب العسكري على الشرعية والديمقراطية في مصر ، وسقط قناع السيانيم الذي كان وراء هذا الانقلاب في مصر وفي دول إقليمية شاركت فيه لإجهاض ثورة الربيع المصري تمهيدا لإجهاض باقي ثورات الربيع العربي  . ولقد كان بالفعل  الانقلاب العسكري في مصر بداية الإجهاز على كل ثورات الربيع العربي بشتى الطرق والأساليب ، وكانت الغاية من وراء هذا الإجهاز هو استهداف الدين الإسلامي، وإبعاده عن السياسة حتى لا يفضي الأمر إلى نهاية الكيان الصهيوني المحتل . ومما دبرته المخابرات الصهيونية بالتعاون مع حلفائها في الغرب خصوصا الأمريكان صنع عصابات داعش الإجرامية ، وزرعها في بؤر التوتر في العراق وسوريا  وغيرهما في محاولة مكشوفة لتشويه سمعة الإسلام عالميا . ولقد تم تبرير الانقلاب العسكري في مصر بأن إيديولوجية الإخوان المسلمين وحزبهم السياسي هي نفس إيديولوجية تنظيم داعش بل هم داعشيون أو المنظرون للداعشية ،لهذا سكت العالم الغربي  عن هذا الانقلاب بل باركه، وزكاه ،وخطط له، وموله عن طريق السيانيم الموجود في منطقة الشرق الوسط بالمال العربي .  ولم يكن انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي ، وهو أشد الرؤساء الأمريكيين تعصبا للكيان الصهيوني ودعما له ودفاعا عنه محض صدفة، بل كان ذلك تخطيطا صهيونيا مقصودا لأن الفرصة سنحت كما لم تسنح من قبل للإجهاز على الإسلام بعدما نجحت لعبة تشويهه من طرف عصابات داعش  المصنوعة صناعة مخابراتية صهيونية غربية ،وانطلت حيلتها على كل العالم . وبدأت خيوط التآمر على الإسلام تظهر بمجرد زيارة الرئيس الأمريكي للرياض ، وهي زيارة قلبت الموازين في منطقة الشرق الأوسط حيث ألحقت حركات  المقاومة الإسلامية بعصابات داعش حسب تصنيف وتصريح الرئيس الأمريكي . وما كاد الرئيس الأمريكي يغادر منطقة الشرق الأوسط وفي جيبه ملايير الدولارات كجزية فرضت على دول الخليج  حتى اندلع الشقاق والصراع وتراشق التهم بين أنظمة الخليج ، وكانت التهمة الكبرى هي إيواء ودعم ما يسمى بالإرهاب الإسلامي . ولقد كانت بداية هذه التهمة، وهي من صنع السيانيم  بعيد الانقلاب العسكري في مصر مباشرة  حيث اتهم الرئيس محمد مرسي الذي أطيح به بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومع دولة قطر التي اتهمت بدورها بإيواء رموز حركة الإخوان المسلمين  المنظرين للإرهاب حسب الانقلابيين . وتوالت الأحداث بوتيرة جد سريعة في منطقة الشرق الأوسط حيث أرغم الفلسطينيون  في غزة على المسارعة  لإثبات براءتهم من تهمة الإرهاب التي  اتهمهم بها الرئيس الأمريكي، والدخول في تفاهم مع السلطة في الضفة والتخلي عن تدبير شؤون القطاع . أما في المملكة العربية السعودية فقد كان الزلزال قويا، وكشف النقاب عن استهداف كل من أوما له علاقة بالإسلام ،فبدأ الأمر بالزج بالدعاة والعلماء الذين كانوا يحظون باحترام وتقدير النظام في السجون والمعتقلات ، وكان ذلك بمثابة تبرؤ هذا النظام من تهمة  تبني أوإيواء ودعم الإرهاب خصوصا وقد قام السيانيم في الولايات المتحدة بالنبش في أحداث الحادي عشر من شتنبر لابتزاز النظام السعودي وحمله على البحث عن شهادة البراءة من التهمة الخطيرة  وشهادة حسن السيرة ، فكان العلماء والدعاة هم كبش الضحية والقربان  الذي قدمه هذا النظام مقابل البراءة وحسن السيرة . ولم يمر إلا وقت قصير حتى طال الاعتقال أمراء وقادة عسكريين بتهمة الفساد التي لا شك أنها تغطي على رفضهم التوجه الذي يتزعمه ولي العهد  الحالي بإيعاز من الولايات المتحدة لإنهاء  العداء مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه في أقرب وقت ممكن  ، وجر الوطن العربي برمته إلى هذا التطبيع لتحقق حلم هذا الكيان الغاصب وهو الظفر بالسلام والأمن وإسكات المطالبين بزواله  . وللتمويه على هذا التطبيع يسوّق إعلام السيانيم أن الأمر يتعلق بمحاولة إخراج الأمير السعودي الشاب بلاده من دولة دينية  تقليدية محافظة توجد بها أماكن دينية مقدسة  إلى دولة علمانية  تقطع الصلة مع التيار الديني السلفي الوهابي الذي كان حليفا لها منذ نشأتها ، وكانت تجليات ذلك من خلال قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات وهو أمر كان محظورا بسبب الإيديولوجيا الوهابية ، ومن خلال إقامة السهرات المختلطة الراقصة وغير ذلك مما يعتبر خطوات في طريقة علمنة المملكة  المحافظة على الطريقة الغربية . ولقد فضحت تصريحات  قادة الكيان الصهيوني التوجه السعودي حيث بدأ هؤلاء القادة في مغازلة القادة السعوديين ، وخطبة ودهم ، والتلميح بالتقارب معهم لاعتدالهم بل  أكثر من ذلك وجهه هؤلاء الدعوة لهم لزيارة الكيان الصهيوني حتى بلغ الأمر حد الترحاب بمفتي المملكة كما جاء في آخر  الأخبار .ويراهن قادة الكيان الصهيوني على جر المملكة العربية السعودية بسبب وزنها المالي  كل الدول العربية إلى التطبيع مع هذا الكيان حسب أجندة أمريكية .

وموازاة مع ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط يبذل السيانيم في دول أوروبا الغربية قصارى جهودهم لتشويه سمعة الإسلام عن طريق برامج تلفزية عبارة عن موائد مستديرة تتناول موضوع الإسلام في أوروبا . وتتناقل وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات لأشخاص يستهدفون الإسلام في حواراتهم ، ويركزون بالضبط على وجود نصوص قرآنية معادية للسامية . ومدخل السيانيم للتحريض على القرآن الكريم هو تهمة الإرهاب التي صارت تلاحق القرآن الكريم نفسه بحيث أصبحت النصوص القرآنية التي تحذر من خبث ومكر اليهود جريمة بالنسبة للكيان الصهيوني وحلفائه تعدل تهمة الإرهاب بل هي الإرهاب نفسه المهدد لدولة إسرائيل .

وموازاة مع حملة استهداف الإسلام من خلال تهمة وجود نصوص قرآنية تدعو إلى معاداة السامية  وتهديد الكيان الصهيوني ، تعقد لقاءات واجتماعات تتناول موضوع  تقارب الديانات السماوية ، والاعتدال، والتسامح، ونبذ الكراهية ، وقد امتد تأثير هذه الاجتماعات واللقاءات إلى الدول العربية ، وهي في الحقيقة من أنشطة السيانيم الهادفة إلى التمكين للكيان الصهيوني ، والتمهيد للتطبيع معه .ولا ندري إلى أي حد ستصل الأمور بخصوص موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني  في الوطن العربي بدءا بمنطقة الشرق الأوسط  ، وإلى أي حد سيصل التضييق على الإسلام ، وكيف ستكون إجراءات التضييق عليه مستقبلا ؟

وإذا كان السيانيم اليهودي وغير اليهودي يراهن على عصاه السحرية للتمكين للكيان الصهيوني  من خلال استهداف الإسلام ، فهل وضع في حسابه  احتمال انقلاب السحر على الساحر في يوم ما ؟  

وسوم: العدد 746